responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 314

و بمنزلة النتيجة له، يعنى أنه إذا استرق عقولكم و دخل عيونكم و نفث أسماعكم فجعلكم بذلك هدفا لسهامه أي وساوسه الموقعة في هلاك الأبد كما أنّ السّهم يهلك من يصيبه، و جعلكم محلّا لوطى أقدامه أى داخرا ذليلا مهينا إذ من شأن الموطوء بالقدم الذّلة و المهانة، و مأخذا ليده أى أسيرا في يد اقتداره نافذا حكمه فيكم متصرّفا فيكم كيف يشاء كما هو شأن الأسير المقيّد المغلول.

ثمّ أمر بالاعتبار بما أصاب المتكبّرين من العذاب الأليم و السّخط العظيم فقال:

(فاعتبروا بما أصاب الامم المستكبرين من قبلكم) لأجل استكبارهم‌ (من بأس اللّه و صولاته و وقايعه و مثلاته) أى عذابه و عقوباته كما نطق به الكتاب الكريم قال‌ وَ فِي مُوسى‌ إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى‌ فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَ قالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ فَأَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَ هُوَ مُلِيمٌ وَ فِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْ‌ءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ وَ فِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَ ما كانُوا مُنْتَصِرِينَ وَ قَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ‌ إلى غير هؤلاء من المتكبّرين المتجبّرين المتمرّدين عن عبوديّة ربّ العالمين فانظروا إلى عاقبة امورهم.

(و اتّعظوا بمثاوى خدودهم و مصارع جنوبهم) أى منازل‌ خدودهم‌ و مساقط جنوبهم‌ و ما هم عليه من غمّ الضّريح و ردم الصّفيح و ضيق الأرماس و شدّة الابلاس و اختلاف الأضلاع و استكاك الأسماع و ظلمة اللّحد و خيفة الوعد.

استعيذوا باللّه من لواقح الكبر) أى أسبابه المولدة له و المحصّلة اياه‌ (كما تستعيذونه من طوارق الدّهر) و هى نوازله و آفاته بل ليكن استعاذتكم من الاولى أشدّ و أقوى من استعاذتكم من الثانية، لأنّ لواقح الكبر ألم اخروىّ و طوارق الدّهر ألم دنيوىّ و الألم الاخروىّ أشدّ تأثيرا و أخزى، فيكون بالاستعاذة و التوقّى أجدر و أحرى.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست