responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 277

و قد يجمع بينهما بأنّ الايتين المتقدّمتين محمولتان على مدة يوم القيامة و الاية الأخيرة اريد بها بيان مدّة الدّنيا، يعني أنّ أوّل نزول الملائكة في الدّنيا و أمره و نهيه و قضائه بين الخلايق إلى آخر عروجهم إلى السّماء و هو يوم القيامة خمسون ألف سنة، فيكون مقدار الدّنيا هذه المدّة لا يدرى كم مضى و كم بقى و إنّما يعلمها اللّه سبحانه.

فان قلت: هذان الوجهان و إن كان يرفع بها التنافي بين الايات إلّا أنّه على البناء على الوجه الأول لا يبقى في الايتين دلالة على كون مقدار يوم الاخرة ألف سنة كما هو المقصود، و على الثاني فدلالتهما مسلمة لكنه ينافي ما ذكرتم فى الاية الثالثة من أنّ المراد بها بيان مدّة الدّنيا ما رواه فى الكافى عن الصّادق 7 إنّ للقيامة خمسين موقفا كلّ موقف مقام ألف سنة ثمّ تلا فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فانّ هذه الرواية كما ترى تدلّ على أنّ مقدار القيامة خمسون ألفا، و أنّ الاية ناظرة إلى ذلك.

قلت: يمكن الجواب عنه بما أجاب به الطبرسىّ حيث قال بعد ما روى عن ابن عباس كون مقدار يوم القيامة ألف سنة، فأمّا قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فانه أراد سبحانه على الكافر جعل اللّه ذلك اليوم عليه مقدار خمسين ألف سنة، فانّ المقامات في يوم القيامة مختلفة، انتهى.

يريد أنّه يطول ذلك اليوم في نظر الكافر هذه المدّة لشدّة عذابه، و أمّا في حقّ المؤمن فلا.

و يرشد إليه ما رواه الطبرسى عن أبى سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول اللّه ما أطول هذا اليوم؟ فقال: و الذى نفس محمّد بيده إنه ليخفّ على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصلّيها في الدّنيا.

و هذا كما يقال فى المثل: أيّام السرور قصار و أيّام الهموم طوال، و يقال أيضا سنة الفراق سنة و سنة الوصال سنة، قال الشاعر:

يطول اليوم لا ألقاك فيه‌

و حول نلتقى فيه قصير

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست