responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 271

عاملهم معاملة المختبر الممتحن فهو استعارة تبعية لأنّ حقيقة الاختبار و هو طلب الخبرة و المعرفة بالشي‌ء محال على اللّه العالم بالسراير و الخبير بالصدور و الضمائر، و إنما هو في حقّ من لا يكون عارفا و لكن لما كان شانه أن لا يجازى عباده على ما يعلمه منهم أنهم سيفعلونه قبل أن يقع ذلك الفعل، و إنما يجازيهم على تكليفهم بما كلّفهم به فيثيب المطيعين منهم و يعاقب العاصين، فأشبه ذلك باختبار الانسان لعبيده و تميزه لمن أطاعه ممّن عصاه فاختباره لهم مجاز عن تكليفه إيّاهم و تمكينه لهم من اختيار أحد الأمرين، ما يريده اللّه و ما يشتهيه العبد، و قد عرفت الكلام في تحقيق اختباره أبسط من ذلك في شرح المختار الثاني و الستين.

و الحاصل أنّه سبحانه امتحن بذلك ملائكته و هو يعلم المفسد من المصلح‌ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ.

و (ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين) فيثيب الأوّلين و هم من أصحاب اليمين بجنّة عرضها السماوات و الأرضين، و يعاقب الاخرين و هم من أصحاب الشمال بالجحيم و لبئس مثوى المتكبّرين.

(فقال سبحانه و هو العالم بمضمرات القلوب و محجوبات الغيوب) جملة معترضة أدمجها بين القول و مقوله تنزيها له سبحانه عن كون اختباره عن جهل كما فى غيره، و الاعتراض هنا كما في قوله تعالى‌ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ‌ يعنى أنّه تعالى اختبر ملائكته بأن قال لهم مع عمله بباطنهم:

(انى خالق بشرا من طين فاذا سوّيته و نفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين) يعني إذا عدلت خلقته و أتممت أعضاءه و صورته و أحييته و جعلت فيه الروح، و اضافة الروح الى نفسه للتشريف، و معنى نفخت فيه إفاضته عليه من غير سبب و واسطة كالولادة المؤدّية إلى ذلك، فانّ اللّه شرّف آدم و كرّمه بهذه الحالة، و قد مضى تفصيل الكلام في شرح خلقة آدم 7 بما لا مزيد عليه في شرح الفصل العاشر من المختار الأوّل‌ (فسجد الملائكة كلّهم أجمعون) طاعة لأمر ربّ العالمين‌ (الّا ابليس) استكبر و كان من الكافرين، و قد مضى تفصيل الكلام في أمر الملائكة بالسجود له و كيفيّة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست