(و هل يكون بناء من غير بان و جناية من
غير جان) يعني افتقار الفعل إلى الفاعل ضروري و إنكاره
باطل و منكره ضال جاهل.
روى في
البحار من جامع الأخبار قال: سئل أمير المؤمنين 7 عن اثبات الصانع فقال
7: البعرة تدلّ على البعير، و الرّوثة تدلّ على الحمير، و آثار القدم
تدلّ على المسير، فهيكل علوىّ بهذه اللّطافة و مركز سفلى بهذه الكثافة كيف لا
يدلّان على اللطيف الخبير؟
و فيه من
كتاب التوحيد للصّدوق (ره) بسنده عن هشام بن الحكم قال: كان زنديق بمصر يبلغه عن
أبي عبد اللّه 7 فخرج إلى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها فقيل له هو
بمكّة، فخرج الزنديق إلى مكة و نحن مع أبي عبد اللّه 7 فقاربنا الزنديق
و نحن مع أبي عبد اللّه 7 في الطواف فضرب كتفه «كفّه» كتف أبي عبد
اللّه 7 فقال له جعفر 7: ما اسمك؟ قال: اسمي عبد الملك،
قال: فما كنيتك؟
قال: أبو عبد
اللّه قال 7: فمن الملك الذي أنت له عبد أمن ملوك السماء أم من ملوك
الأرض؟ و أخبرني عن ابنك أعبد إله السّماء أم عبد إله الأرض؟ فسكت، فقال أبو عبد
اللّه 7: قل ما شئت تخصم، قال هشام بن الحكم: قلت للزنديق: أما تردّ
عليه، فقبح قولي.
فقال له أبو
عبد اللّه 7: إذا فرغت من الطواف فأتنا.
فلما فرغ أبو
عبد اللّه 7 أتاه الزنديق فقعد بين يديه و نحن مجتمعون عنده فقال
للزنديق: أ تعلم أنّ للأرض تحت و فوق؟ قال: نعم، قال 7: فدخلت تحتها؟
قال: لا،
قال: فما يدريك بما تحتها؟ قال: لا أدرى إلّا أنّي لأظنّ أن ليس تحتها شيء، قال
أبو عبد اللّه 7: فالظنّ عجز ما لم تستيقن.
قال أبو عبد
اللّه 7: فصعدت إلى السّماء؟ قال: لا، قال: فتدري ما فيها؟ قال لا،
قال: فعجبا لك لم تبلغ المشرق و لم تبلغ المغرب و لم تنزل تحت الأرض و لم تصعد إلى
السّماء و لم تجز هنالك فتعرف ما خلقهنّ و أنت جاحد ما فيهنّ و هل يجحد العاقل ما
لا يعرف؟! فقال الزنديق: ما كلّمني بهذا أحد غيرك.