و أخذ ما أعطى، و سئل ما أسدى، فما
أقلّ من قبلها، و حملها حقّ حملها أولئك الأقلّون عددا، و هم أهل صفة اللّه سبحانه
إذ يقول- و قليل من عبادي الشّكور- فأهطعوا بأسماعكم إليها، و أكظّوا بجدّكم
عليها، و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا، و من كلّ مخالف موافقا، أيقظوا بها نومكم، و
اقطعوا بها يومكم، و أشعروا بها قلوبكم، و أرحضوا بها ذنوبكم، و داووا بها
الأسقام، و بادروا بها الحمام، و اعتبروا بمن أضاعها، و لا يعتبرنّ بكم من أطاعها،
ألا و صونوها و تصوّنوا بها. و كونوا عن الدّنيا نزّاها، و إلى الاخرة ولّاها، و
لا تضعوا من رفعته التّقوى، و لا ترفعوا من رفعته الدّنيا، و لا تشيموا بارقها، و
لا تسمعوا ناطقها، و لا تجيبوا ناعقها، و لا تستضيئوا بإشراقها، و لا تفتنوا
بأعلاقها، فإنّ برقها خالب، و نطقها كاذب، و أموالها محروبة، و أعلاقها مسلوبة،
ألا و هي المتصدّية العنون، و الجامحة الحرون، و المائنة الخئون، و الجحود الكنود،
و العنود الصّدود، و الحيود الميود حالها انتقال، و وطأتها زلزال، و عزّها ذلّ، و
جدّها هزل، و علوها سفل، دار حرب و سلب و نهب و عطب، أهلها على ساق و سياق،