و من خطبة له 7 و هى المأة
و التسعون من المختار فى باب الخطب
الحمد للّه
الفاشي «في الخلق خ ل» حمده، و الغالب جنده، و المتعالي جدّه، أحمده على نعمه
التّوام، و آلائه العظام، الّذي عظم حلمه فعفى، و عدل في كلّ ما قضى، و علم ما
«بما خ» يمضى و ما مضى، مبتدع الخلايق بعلمه، و منشئهم بحكمه، بلا اقتداء و لا
تعليم، و لا احتذاء لمثال صانع حكيم، و لا إصابة خطاء، و لا حضرة ملاء، و أشهد أنّ
محمّدا عبده و رسوله، ابتعثه و النّاس يضربون في غمرة، و يموجون في حيرة، قد
قادتهم أزمّة الحين، و استغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين. أوصيكم عباد اللّه بتقوى
اللّه، فإنّها حقّ اللّه عليكم، و الموجبة على اللّه حقّكم، و أنّ تستعينوا عليها
باللّه، و تستعينوا بها على اللّه، فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة، و في غد
الطّريق إلى الجنّة، مسلكها واضح، و سالكها رابح، و مستودعها حافظ، لم تبرح عارضة
نفسها على الامم الماضين و الغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد اللّه ما أبدا،