قوله إنّ ناشئة الليل الاية، و قيل: أى
النفس التي تنشأ من مضجعها للعبادة أى تنهض أو العبادة التي تنشأ بالليل أى تحدث،
و في المجمع عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه 8 أنهما قالا: هى القيام في
آخر الليل إلى صلاة الليل.
هى أشدّ وطأ،
أى أكثر ثقلا و أبلغ مشقة، لأنّ الليل وقت الراحة و العمل يشقّ فيه، و من قرء وطاء
بالمدّ فالمعنى أشدّ مواطاة للسمع و البصر يتوافق فيه قلب المصلّى و لسانه و سمعه
على التفكر و التفهّم إذ القلب غير مشتغل بشيء من امور الدّنيا.
و أقوم قيلا-
أى أسدّ مقالا و أصوب «خ اثبت» للقراءة، لفراغ البال و انقطاع ما يشغل القلب، هذا.
و في عدة
الداعى عن النّبي 6 من كان له حاجة فليطلبها في العشاء
فانّها لم يعطها أحد من الامم قبلكم، يعني العشاء الاخرة.
و في رواية
في السّدس الأوّل من النصف الثاني من اللّيل، و يعضدها ما ورد من الترغيب و الفضل
لمن صلّى اللّيل و النّاس نيام و في الذكر في الغافلين، و لا شكّ في استيلاء النوم
على غالب الناس في ذلك الوقت، بخلاف النصف الأوّل، فانّه ربما يستصحب الحال فيه
النهار، و آخر اللّيل ربما انتشروا فيه لمعايشهم و أسفارهم، و انّما مخّ[1] اللّيل هو وقت الغفلة و فراغ القلب
للعبادة، لاشتماله على مجاهدة النفس و مهاجرة الرقاد و مهاجرة وثير المهاد و
الخلوة بمالك العباد و سلطان الدّنيا و المعاد، و هو المقصود من جوف الليل و هي ما
رواه عمر بن اذينة قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: إنّ في الليل ساعة
ما يوافق فيها عبد مؤمن يصلّي و يدعو اللّه فيها إلّا استجاب له، قلت: أصلحك اللّه
و أىّ ساعة الليل هي؟ قال: إذا مضى نصف الليل، و بقي السّدس الأوّل من النصف
الثاني.
و أمّا الثلث
الأخير فمتواتر[2] قال: 6: إذا كان آخر الليل يقول اللّه سبحانه و تعالى: هل من داع
فأجيبه، هل من سائل فاعطيه سؤاله، هل من مستغفر