responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 206

(و سيق الذين اتّقوا ربهم إلى الجنّة زمرا) اقتباس من الاية الشريفة في سورة الزمر و آخرها حَتَّى إِذا جاؤُها وَ فُتِحَتْ أَبْوابُها وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ‌ أى يساقون المتّقون إسراعا بهم إلى دار الكرامة مكرمين زمرة بعد زمرة أى أفواجا متفرّقة بعضها في أثر بعض على تفاوت مراتبهم في الشرف و علوّ الدّرجة و يساقون راكبين كما عرفت في شرح الفصل التاسع من المختار الأول حتّى إذا جاؤها و قد فتحت أبواب الجنّة لهم قبل مجيئهم انتظارا بهم، و قال لهم خزنتها عند استقبالهم: سلام عليكم أى سلامة من اللّه عليكم يحيّونهم بالسلامة ليزدادوا بذلك سرورا، طبتم أى طبتم بالعمل الصّالح في الدّنيا و طابت أعمالكم الصّالحة أو طاب مواليدكم لا يدخل الجنّة إلّا طيب المولد، فادخلوا الجنّة خالدين مخلّدين و قد مضى فصل واف في وصف الجنّة و أوصاف أهلها في شرح الفصل التّاسع من المختار الأوّل و شرح الفصل الثالث من المختار المأة و الثمانية.

و قوله‌ (قد أمن العذاب و انقطع العتاب و زحزحوا عن النار و اطمأنّت بهم الدّار و رضوا المثوى و القرار) أراد أنهم يساقون إلى الجنّة حالكونهم مأمونين من العقاب و العذاب‌، منقطعا عنهم خطاب‌ العتاب‌، مبعدين‌ عن النّار، مطمئنين‌ بالدّار راضين‌ بالمثوى و القرار، أى بالمقام و المقرّ.

مجاز عقلى- استعاره بالكنايه- استعاره تخييلية و نسبة مطمئنة إلى‌ الدار [و اطمأنّت بهم الدّار] من المجاز العقلي و الاسناد إلى المكان أو من الكلام من باب الاستعارة بالكناية فانّ الدّار لما كانت مخلوقه لأجلهم معدّة لهم كما قال عزّ من قائل‌ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‌ شبّهها بالمنتظر لقدوم محبوبة، حتّى إذا قدم إليه ارتفع عنه الانتظار و حصل له الاطمينان، فتكون الدّار استعارة بالكناية و ذكر الاطمينان تخييلا للاستعارة.

و أما كونهم راضين‌ بالمثوى و القرار فلأجل ما اعدّ لهم فيها من جميع ما تشتهيه أنفسهم و تلذّ أعينهم مما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.

قال سبحانه‌ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ و قال‌ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست