مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ
فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ
رَبَّهُ و هم (الذين كانت
أعمالهم في الدّنيا زاكية) أى طيبة طاهرة من شوب الشرك
و الرّياء أو متّصفة بالصلاح و السداد (و أعينهم باكية) من خشية اللّه و الخوف من عذابه و الاشفاق من عقابه.
و الروايات
في فضل البكاء من خشيته سبحانه كثيرة جدّا و نشير إلى بعضها فأقول:
روى في
الوسائل عن الصادق عن آبائه : عن النبيّ 6
في حديث المناهي قال: و من ذرفت عيناه من خشية اللّه كان له بكلّ قطرة قطرت من
دموعه قصر في الجنة مكلّل بالدّر و الجواهر فيه ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا
خطر على قلب بشر.
و فيه من
ثواب الأعمال عن أبي جعفر 7 قال: قال رسول اللّه 6: ليس شيء إلّا و شيء يعدله إلّا اللّه فانه لا يعدله شيء و لا إله إلّا
اللّه لا يعد له شيء و دمعة من خوف اللّه فانه ليس لها مثقال فان سالت على وجهه
لم يرهقه قتر و لا ذلّة بعدها أبدا.
و عن جعفر بن
محمّد عن أبيه 8 قال: قال رسول اللّه 6:
كلّ عين باكية يوم القيامة إلّا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية اللّه، و عين غضّت عن
محارم اللّه و عين باتت ساهرة في سبيل اللّه.
و عن الرّضا
7 قال: كان فيما ناجي اللّه به موسى 7 أنّه ما تقرّب إلىّ
المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، و ما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي
و لا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدّنيا عمايهم الغنى عنه، فقال موسى 7 يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أما المتقرّبون لي
بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، و أما المتعبّدون لي
بالورع عن محارمي فاني افتّش الناس عن أعمالهم و لا أفتّشهم حياء منهم، و أما
المتزيّنون لي بالزهد في الدّنيا فاني ابيحهم الجنّة بحذافيرها يتبوّؤن منها حيث
يشاؤن.
و فيه من
العيون عن الحسن بن عليّ العسكري عن آبائه : قال: قال