responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 194

(و أعدّوا له قبل نزوله) أى هيّؤوا له من الحسنات و الصالحات‌ قبل نزوله‌، لأنّه إذا نزل و الزاد معدّ و الأسباب ممهّدة و المقدّمات مهيّأة فلا يكون في نزوله تكلّف و لا محنة، بل يكون بمنزلة ضيف عزيز في قدومه قرّة عين للمضيف لكونه واسطة للوصول إلى محبوبه و النيل إلى مطلوبه و للخروج من دار الفناء إلى دار البقاء و من بيت الذّلّ و المحنة إلى بيت العزّ و المنعة، و من مجالسة الأشرار إلى مرافقة الأبرار.

فطوبى لمن كان موته سببا للنزول على حظاير القدس و مجالس الانس، و ويل لمن لم يمهد الزاد و لم يدّخر للمعاد و قدم عليه موته بلا مهاد فأخرجه إلى بيت وحدة و منزل وحشة و مفرد غربة، فصار له من الصفح أجنان و من التراب أكفان و من الرّفات جيران، فقارب و سدّد و اتّق اللّه وحده و لا تستقلّ الزاد فالموت طارق هذا.

و علّل البدار إلى الموت و أخذ الزاد و المهاد له بقوله‌ (فانّ الغاية القيامة) إنذارا و تحذيرا بذكر الغاية، و تنبيها على أنّ البلية ليست منحصرة في الموت و الأمر بأخذ الزاد ليس لأجله فقط، بل هو أوّل منازل الاخرة و الداهية الدّهياء و المصيبة العظماء آخر منازلها و هو يوم القيامة التي إليها مصير الخلايق‌ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَ تَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ‌ يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَ تَرَى النَّاسَ سُكارى‌ وَ ما هُمْ بِسُكارى‌ وَ لكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ.

(و كفى بذلك واعظا لمن عقل) أي كفى ذكر الموت و غمراته و القيامة و شدائدها، واعظا للعقلاء (و معتبرا لمن جهل) أي محلّ عبرة للجهلة و الغافلين.

(و) الحال أنّ إتيان المسند إليه بالموصول‌ (قبل بلوغ الغاية ما تعلمون) و هو تحذير بأهوال البرزخ و دواهيه.

و في إتيان المسند إليه بالموصول و إبهامه من التهويل و التفخيم ما لا يخفى، مثل قوله سبحانه‌ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ‌.

ثمّ فسّر هذه الأهوال و فصّلها، لأنّ ذكر الشي‌ء مبهما ثمّ مفسّرا أوقع في‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست