responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 190

و افتتح كلامه بما هو أحقّ أن يفتتح به كلّ كلام فقال: (أحمده شكرا لانعامه) أى لأجل كونه تعالى منعما و كون النعم كلّها من عنده صغيرها و كبيرها و حقيرها و خطيرها، فانّ الشكر عليها موجب للمزيد دافع للعذاب الشديد.

روى في الصافي من العيون عن أمير المؤمنين 7 أنه سئل عن تفسير الحمد للّه فقال إنّ اللّه عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف، فقال: قولوا: الحمد للّه على ما أنعم به علينا.

و قد مضى فصل واف في تحقيق معنى الشكر و ما يتعلّق به في شرح الفصل الأوّل من الخطبة الثانية.

(و استعينه على وظائف حقوقه) أى أطلب منه التوفيق و الاعانة على حقوقه الواجبة و المندوبة التي وظيفتها علىّ و قدرها في حقّى من الصوم و الصلاة و الخمس و الزكاة و البرّ و الصدقات و حجّ بيت اللّه و الجهاد في سبيل اللّه و نحوها من العبادات الموظفة و الطاعات المقرّرة.

قال في تفسير الامام عند تفسير سورة الحمد للّه و إياك نستعين على طاعتك و عبادتك و على دفع شرور أعدائك و ردّ مكائدهم و المقام على ما أمرت.

و في الاستعانة منه تعالى‌ على وظائف حقوقه‌ إشارة إلى أنّ القيام بمراسم حقوقه و تكاليفه لا يمكن إلّا باعانته و توفيقه سبحانه.

و ذلك لأنّ التكاليف الشرعية و الحقوق الالهية كلّها على كثرتها موقوفة على القدرة و الاستطاعة البدنية و المالية، و العبد من حيث وصف الامكان فيه عاجز ضعيف في ذاته لا يقدر على شي‌ء أصلا إلّا باقدار اللّه سبحانه و إفاضة القوى الظاهرة و الباطنة و الاعانة منه مالا و بدنا و هو مستلزم لاتّصافه تعالى بالقدرة و القوّة و العظمة و الجلال و هو معنى قوله سبحانه‌ يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ أى الغنىّ المستقلّ في ذاته و الحميد المحمود في صفاته.

فهو القادر القاهر (عزيز الجند) و مالك الملك‌ (عظيم المجد) فباعتبار قدرته و عزّة جنده يطلب منه الاعانة فى الجهاد، فانّ حزبه هم الغالبون، و باعتبار

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست