معني قول الصادق 7 حديثنا لا
يحتمله ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان؟ فجاء الجواب
إنما معني قول الصادق 7 أى لا يحتمله ملك و لا نبيّ و لا مؤمن إنّ
الملك لا يحتمله حتّى يخرجه إلى ملك غيره، و النبيّ لا يحتمله حتّى يخرجه إلى نبيّ
غيره، و المؤمن لا يحتمله حتّى يخرجه إلى مؤمن غيره، فهذا معني قول جدّى 7 هذا.
و وصف
الأحلام بالرزانة إشارة إلى أنها لا يستنفرها صعوبة ما سمعتها من الأحاديث و
الفضايل إلى ردّها و إنكارها و لا يستخفنّها غرابتها إلى نشرها و اذاعتها.
روى في
البحار من منتخب البصاير بسنده عن الحذاء قال: سمعت أبا جعفر 7 يقول:
إنّ أحبّ أصحابي إلىّ أفقههم و أورعهم و أكتمهم لحديثنا، و إنّ أسوأهم عندى حالا و
أمقنهم إلىّ الّذى إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروى عنّا و اشمأزّ منه جحده و
اكفر من دان به و لا يدرى لعلّ الحديث من عندنا خرج و إلينا اسند فيكون بذلك خارجا
من ديننا.
و فيه منه
بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه 7 في قول اللّه عزّ و جلّ إِنَّ
الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا قال:
هم الأئمة و
يجرى فيمن استقام من شيعتنا و سلم لأمرنا و كتم حديثنا عن عدوّنا تستقبله الملائكة
بالبشرى من اللّه بالجنّة و قد و اللّه مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من
الذين استقاموا و سلّموا لأمرنا و كتموا حديثنا و لم يذيعوه عند عدوّنا و لم
يشكّوا فيه كما شككتم فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من اللّه بالجنّة، هذا.
و لما فرغ
7 من قسمة الايمان إلى قسميه و ندب إلى المهاجرة و رغب في احتمال
أحاديثهم و تحمّلها و حفظها، عقّب ذلك كلّه بالأمر بالسؤال و أرشدهم إلى المسألة
عنه قبل الازداف و الانتقال فقال 7:
(أيّها
النّاس سلوني قبل أن تفقدوني) و قد قدّمنا في شرح الفصل الأوّل من المختار
الثاني و التسعين أنّ هذا كلام تفرّد 7 به و ليس لأحد أن يقول على
المنبر سلوني إلّا هو و تقدّم هناك فصل واف فيما يترتّب على العنوان.