إلى الكذب و ذلك لكونه مخلوقا من فاضل
طينتهم معجونا بنور ولايتهم مضافا إليهم، فاذا ورد عليه شيء منهم وصل إليه فهمه و
عرفه على ما هو حقّه آمن به تفصيلا، و إذا قصر عنه عقله آمن به إجمالا و لا ينكره
كما قال عزّ من قائل وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا
أُولُوا الْأَلْبابِ.
و أما غير من
ذكر فاذا ورد عليهم شيء من أمرهم و علمهم و أحاديثهم و فضايلهم : نفرت
قلوبهم و اشمأزّت نفوسهم و تاهت عقولهم و سارعوا إلى ردّه و انكاره و لا يحتملونه
و لا يتحمّلونه بل يكفرون به و يكذبونه كما قال 7 في المختار السبعين: و لقد
بلغني أنكم تقولون: علىّ يكذب، قاتلكم اللّه فعلى من أكذب أعلى اللّه فأنا أوّل من
آمن به، أم على نبيّه فأنا أوّل من صدّقه، كلّا و اللّه و لكنّها لهجة غبتم عنها و
لم تكونوا من أهلها ويل امّه كيلا بغير ثمن لو كان له دعاة.
(و) قوله (لا يعى
حديثنا إلّا صدور أمينة و أحلام رزينة) توكيد لما دلت عليه الجملة السابقة أى
لا يحفظ حديثنا الصّعب المستصعب إلّا قلوب متّصفة بالأمانة و عقول ذات ثقل و وقار
و رزانة.
روى في
الكافى عن علىّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البرقى، عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبى
عبد اللّه 7 قال: إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلّا صدور منيرة أو
قلوب سليمة أو أخلاق حسنة إنّ اللّه أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بنى آدم أ
لست بربّكم، فمن و فى لنا و في اللّه له بالجنّة، و من أبغضنا و لم يرد «يواد خ»
إلينا حقّنا ففى النار خالدا مخلّدا.
و المراد
انّه لا يحفظ و لا يحتمل حديثنا إلّا صدور أمينة في احتماله و حفظه و كتمانه و
ستره إلى أن يؤدّيه إلى أهله على وفق ما احتمله و تحمّله من دون تغير و تبديل و لا
تحريف و لا زيادة و لا نقصان كما هو شأن الأمين يحفظ الأمانة و يردّها إلى أهلها
صحيحة سالمة.
و يرشد اليه
ما رواه في الكافي عن محمّد بن يحيى و غيره عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابنا قال
كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر 7 جعلت فداك ما