و رواه في
البحار من الخرائج و منتخب البصائر عن جابر عن أبي جعفر 7 مثله إلّا
أنّ في آخره: و الانكار لفضائلهم هو الكفر.
و فيه عن
أحمد بن إدريس عن عمران بن موسى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد
اللّه 7 قال ذكرت التقية يوما عند عليّ بن الحسين 8 فقال
7: و اللّه لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله، و لقد آخا رسول اللّه
6 بينهما فما ظنكم بساير الخلق، إنّ علم العلماء صعب
مستصعب لا يحتمله إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه
للايمان، فقال 7 و إنما صار سلمان من العلماء لأنّه امرء منا أهل البيت
فلذلك نسبته إلى العلماء.
و قد مضى
أحاديث اخر في هذا المعني في شرح الفصل الرابع من المختار الثاني و قدّمنا هناك
بعض الكلام في تحقيق معني هذه الأحاديث.
و أقول هنا
مضافا إلي ما سبق:
إنّ المراد
من أمر آل محمّد : و علمهم و حديثهم الوارد في هذه الروايات على
اختلاف عناوينها شيء واحد، و هو ما يختصّ بهم : و ما هو خصايص
ولايتهم من شرافة الذات و نورانيّتها و الكمالات الكاملة و الأخلاق الفاضلة و
الاشراقات الّتي يختصّ بها عقولهم و القدرة على ما لا يقدر عليه غيرهم و ما لهم من
المقامات النورانية و العلوم الغيبيّة و الاسرار الالهيّة و الأخبار الملكوتيّة و
الاثار اللّاهوتية و الأطوار الناسوتية و الأحكام الغريبة و القضايا العجيبة، فانّ
هذه الشئونات صعب في نفسه مستصعب فهمه و تسليمه على الخلق لا يذعن به و لا يقبله
إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للايمان و أعدّه
بتطهيره و امتحانه و ابتلائه بالتكاليف العقلية و النقلية حتّى تحلّى بالكمالات
العلمية و العملية، و الفضايل الخلقية و النفسانية و عرف مبادى كمالاتهم و قدرتهم
و لا يستنكر ما ذكر من فضائلهم و ما صدر عنهم من قول أو فعل أو أمر أو نهي، و لا
يتلقى شيئا من ذلك بالتكذيب و لا ينسبهم : فيه