حجّة اللّه في أرضه و الايمان به، و هذا
الحجّة هو النّبي 6 في زمانه و الأئمة المعصومون
القائمون مقامه بعده.
و ذلك لما ذكرناه
من أنّ الغرض الأصلي من الهجرة هو الوصول إلى حضور الحجة و تحصيل الايمان و
المعرفة و معالم الشريعة منه لا مجرّد ترك الأوطان و الهجرة من البلدان و المسير
من مكان إلى مكان، فالمهاجر في الحقيقة هو الضارب في الأرض لمعرفة إمام زمانه و
الايمان به.
و يؤمى إلى
ذلك ما رواه في الصافي عن عليّ بن إبراهيم القمّي (ره) في قوله «و السّابقون
الأولون من المهاجرين و الأنصار» قال: هم النقباء و أبو ذر و المقداد و سلمان و
عمّار و من آمن و صدّق و ثبت على ولاية أمير المؤمنين 7 و يدل عليه ما
رواه في الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس ابن عبد الرحمن قال:
حدّثنا حمّاد عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد اللّه 7 عن قول العامة
إنّ رسول اللّه 6 قال: من مات و ليس له إمام مات ميتة
جاهلية، فقال 7: الحق و اللّه قلت: فانّ إماما هلك و رجل بخراسان لا
يعلم من وصيّه لم يسعه ذلك؟ قال: لا يسعه إنّ الامام إذا هلك وقعت حجة وصيّه على
من هو معه في البلد و حقّ النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم إنّ اللّه عزّ و جلّ
يقول فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا
فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ
يَحْذَرُونَ قلت: فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم، قال: إنّ اللّه عزّ و
جلّ يقول وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ
رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ.
بل لا يبعد
أن يقال إنّ من عرف امام زمانه و اتبعه و آمن به فيصح أن يسمّى باسم المهاجر من
دون حاجة الى المسافرة، و بعبارة اخرى مجرّد المعرفة و الاتباع كاف في صحّة
التسمية كما يفصح عنه قوله 6: فمن عرفها و أقرّبها فهو
مهاجر.
و صحّة
إطلاقه عليه ذلك إما باعتبار اشتراكه مع المهاجر المسافر في الغاية المقصودة و ان
افترقا بالمسافرة و عدم المسافرة، أو باعتبار كونه مهاجرا بسبب معرفته من الضلالة
إلى الهدى كما أنّ المهاجر الاصطلاحى مهاجر من بلد إلى