responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 165

هو الغنيّ المطلق المتعالى عن الفاقة و الافتقار، و إنّما حثّهم على الهجرة و على الايمان المتحصّل بالهجرة و ساير التكاليف الشرعيّة المتفرّعة عليه لأجل ايصال النفع إلى العباد و إنجائهم من العقوبة يوم المعاد.

فهذه الجملة أعني قوله: ما كان للّه‌ اه، بمنزلة الاستيناف البياني فانّ قوله:

و الهجرة قائمة اه، لما كان دالا بدلالة التنبيه و الاشارة على مطلوبيّة الهجرة، و ربما يسبق منه إلى الأوهام القاصرة أنّ مطلوبيّتها لأجل حاجة إليها منه سبحانه أتا بهذه الجملة دفعا لذلك التوهّم.

فقد ظهر بما ذكرناه ضعف ما قاله الشّارح المعتزلي من أنّ معناه‌ ما دام‌ للّه في أهل الأرض المستسرّ منهم باعتقاده و المعلن‌ حاجة أى ما دام التكليف باقيا زعما منه أنّ جعل ما نافية موجب لادخال كلام منقطع بين كلامين يتّصل أحدهما بالاخر وجه الضعف منع استلزام كونها نافية، لانقطاع هذه الجملة عما قبلها إذ قد ظهر بما ذكرناه اتّصالها و حسن ارتباطها به كما لا يخفى.

مضافا إلى استعاره [ما كان للّه في أهل الأرض حاجة من مستسرّ الامة و معلنها] أنّ وصف اللّه سبحانه بالحاجة على إبقائها على حقيقتها باطل، و على تأويلها بالمعنى المجازي كما أوّلها الشارح البحراني حيث جعل لفظ الحاجة مستعارا في حقه تعالى باعتبار طلبه للعبادة بالأوامر و غيرها كطلب ذى الحاجة لها ممّا يشمئزّ منه الطباع و يأبى عنه الذوق السليم كما لا يخفى.

و بالجملة فهذه الجملة معترضة بين الجملتين، و الغرض من الاعتراض تنزيه اللّه سبحانه من الحاجة و الافتقار إلى عبادة أهل الأرض، فهي نظير الجملة المعترضة في قوله سبحانه‌ وَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَ لَهُمْ ما يَشْتَهُونَ‌ فانّ قوله: سبحانه جملة لكونه بتقدير الفعل وقعت في أثناء الكلام، لأنّ قوله: و لهم ما يشتهون، عطف على قوله: للّه البنات، و النكتة فيه تنزيه اللّه و تقديسه عما ينسبونه إليه.

و كيف كان فلما ذكر قيام‌ الهجرة على حدّها الأوّل‌ أوضحه و شرحه بقوله‌ (لا يقع اسم الهجرة على أحد إلّا بمعرفة الحجّة في الأرض فمن عرفها و أقرّ بها فهو مهاجر) يعني أنّه لا يستحق أحد لاطلاق اسم‌ المهاجر عليه و بوصفه‌ بالهجرة إلّا بمعرفة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست