الشيء من غير رويّة و (وعيت) الحديث
وعيا حفظته و تدبّرته و الأمرع مثل ق من وقي و عوا جمع ع.
الاعراب
قوله: بأبي و
أمّي الباء للتفدية و الجار و المجرور خبر مقدّم و هم مبتدأ، و من في قوله من عدّة
يحتمل التبعيض و التبيين و الزيادة على ما قاله الأخفش و الكوفيّون من جواز
زيادتها في الاثبات، و مثله في الاحتمال الأوّل و الأخير من في قوله من إدبار، و
قوله: ما أطول هذا العناء قد مرّ اعرابه في شرح الفصل الأوّل من المختار المأة و
الثامن مفصّلا فليراجع هناك، و على في قوله: على سلطانكم بمعني عن كما في قول
الشاعر:
إذا اضبت علىّ بنو قشير
لعمر اللّه أعجبني رضاها
المعنى
اعلم أنّ
هذه الخطبة الشريفة كما قاله السيّد ; واردة في ذكر الملاحم الاتية في
غابر الزمان، و من جملة اخباره الغيبيّة، و الغرض منه الاخبار بما سيكون من ذلّ
الشيعة و ما يجرى عليهم و ذكر العدّة للأسف عليهم و التحزّن بما يصيبهم من الظلم و
الجور.
و قوله (ألا بأبي
و أمّي هم) أى هم مفدى بأبي و أمّي أى يكون أبى و امّى
فداء لهم و اختلف في المشار إليهم بالضمير فقال الشارح البحراني: المراد بهم
أولياء اللّه فيما يستقبل من الزمان بالنسبة إلى زمانه 7.
و قال الشارح
المعتزلي: الاماميّة تقول هذه هم الأئمة الأحد عشر من ولده، و غيرهم يقول إنّه عني
الأبدال الّذين هم أولياء اللّه، و ظاهر أنّ ذكر انتظار فرج الشيعة كما اعترف
الشارح به بعد ذلك لا ارتباط له بحكاية الأبدال.
و قوله (من عدّة
أسماؤهم في السماء معروفة و في الأرض مجهولة) أى هؤلاء أشخاص
معدودة أو من أشخاص معدودة معروفة أسماؤهم في السماء مشهورة عند
الملائكة المقرّبين و في الملاء الأعلى لعلوّ درجاتهم و سمّو مقاماتهم، و كون
طينتهم مأخوذة من علّيّين، و كون أهل الملاء الأعلى مخلوقا من فاضل طينتهم فكانوا
أعرف بهم من أهل الأرض.