لأنا نقول: الممتنع هو انتقال النفس إلى
بدن مغاير له بحسب المادّة لا إلى بدن يتألف من عين مادّة هذا البدن و صورة هى
أقرب الصّور إلى الصورة الزايلة، فان سمّيت ذلك تناسخا فلا بدّ من البرهان على
امتناعه فانّ النزاع إنما هو فى المعني لا في اللفظ، هذا.
و قد اشير
إلى هذا الجواب في ما رواه في الاحتجاج عن الصادق 7 و هو أنّه سأله ابن
أبي العوجاء عن قوله تعالى: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ فقال: ما ذنب الغير؟
قال 7 ويحك هي هي و هي غيرها، قال:
فمثّل لي في
ذلك شيئا من أمر الدّنيا قال 7: نعم أرأيت لو أنّ رجلا أخذ لبنة فكسرها
ثمّ ردّها في ملبنها فهي هي و هي غيرها.
ثمّ إن شئت
مزيد توضيح لهذه المسألة أعني كون الاعدام و الافناء بالتفريق و التشذيب و الاعادة
بالجمع و التركيب فعليك بالرّجوع الى آيات الكتاب و أخبار الأئمة :
الأطهار الأطياب.
قال سبحانه وَ ضَرَبَ
لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ
يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ و قد مضى تفسير
الاية مفصّلا و تحقيق الكلام في اثبات المعاد الجسماني بما لا مزيد عليه في شرح
الفصل الثالث من المختار الثاني و الثمانين.
و قال تعالى أَ
يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ
نُسَوِّيَ بَنانَهُ و قال أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا
ثُمَّ أَحْياهُمْ روى في الكافي عن الباقر و الصّادق 8 إنّ هؤلاء أهل
مدينة من مداين الشام و كانوا سبعون ألف بيت قال لهم اللّه موتوا جميعا، فماتوا من
ساعتهم و صاروا رميما يلوح، و كانوا على طريق المارّة فكنستهم المارّة فنحوّهم و
جمعوهم في موضع فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له: حزقيل، فلما رأى تلك
العظام بكى و استعبر و قال: يا ربّ لو شئت لأحييتهم الساعة كما أمّتهم، فأوحى
اللّه عزّ و جلّ