responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 9

و محصّل المراد أنّ‌ الدّهر أضحكنى‌ من فرط التعجّب بعد ما أحزنني لأنّه‌[1] أنزلني ثمّ أنزلني حتّى قيل معاوية و علىّ‌ (و لا غرو و اللّه) أي لا عجب‌ و اللّه‌ من تقلّبات الدّهر و أحواله و قوّة الباطل و غلبة أهله فيه ممّا بي نزل و إضحاكه بي بعد إبكائه، لأنّ عادته قد جرت دائما على وضع الأشراف و رفع الأراذل حتّى صار سجيّة له و مجبولا عليها، و إليه ينظر قول مولانا الحسين 7 ليلة العاشور:

يا دهر افّ لك من خليل‌

كم لك بالاشراق و الأصيل‌

مبالغة (فيا له خطبا يستفرغ العجب) كلام مستأنف لاستعظام هذا الأمر، و على هذا فالوقف على اللّه، و يجوز أن لا يكون استينافا بل وصلا على سابقه و تفسيرا له فانّه 7 لمّا أشار إلى أنّ الدّهر أعجبه أتبعه بقوله: و لا غرو، أي ليس ذلك بعجب و فسّر هذا بقوله: فيا له خطبا يستفرغ العجب‌، أى يستنفده و يفنيه أى قد صار العجب لا عجب لأنّ هذا الخطب قد استغرق المتعجّب فلم يبق منه ما يطلق عليه لفظ التعجّب، و هذا من باب الاغراق و المبالغة في المبالغة أى هذا أمر يجلّ عن التعجّب كقول ابن هاني:

قد صرت في الميدان يوم طرادهم‌

فعجبت حتّى كدت لا أتعجّب‌

هذا (و) وصف الخطب أيضا بأنّه‌ (يكثر الأود) لأنّ كلّ امرء بعد عن الشريعة ازداد الأمر به اعوجاجا (حاول القوم) أراد به معاوية و اتباعه‌ (إطفاء نور اللّه من مصباحه) أراد بنور اللّه‌ الولاية و الخلافة و بمصباحه‌ نفسه الشّريف الحامل لذلك النّور، يعني أنّ معاوية و من تبعه أرادوا إطفاء نور الولاية و إزالة الأمر عن الأحقّ به كما أنّ من تقدّم عليهم من المتخلّفين الثلاث و أشياعهم و طلحة و الزّبير و أتباعهما كان غرضهم إطفاء النّور هذا.

(و سدّ فوّاره من ينبوعه) أى سدّ مجراه و منبعه‌ (و جدحوا) أى مزجوا و خلطوا استعاره‌ (بيني و بينهم شربا وبيئا) أراد بالشرب الوبي‌ء الفتنة الحاصلة من عدم انقيادهم له كالشّرب المخلوط بالسمّ.


[1] علّة الضحك و التعجب منه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست