و المراد بهم آل الرّسول 6 (و يمكّن لقوم) من بني هاشم (في ديار قوم) من بني اميّة.
ثمّ أقسم
بالقسم البارّ فقال تشبيه (و أيم اللّه ليذوبنّ ما في أيديهم) أى أيدي بني
اميّة أو بني العباس من الملك و السلطنة (كما يذوب الألية على النّار) وجه الشبه الاضمحلال
و الفناء.
ثمّ عاد إلى
توبيخ المخاطبين فقال: (أيّها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحقّ) أراد به
نفسه لأنّ الحقّ معه و هو مع الحقّ كما ورد في صحيح الخبر (و لم تهنوا عن
توهين الباطل) أراد به معاوية و أصحابه (لم يطمع فيكم) و في
بلادكم (من ليس مثلكم) في البأس و القوّة (و لم يقومن قوي
عليكم) و لم يشنّ الغارات على بلادكم و أصقاعكم و لكنّكم (تهتم متاه
بني إسرائيل) أى تحيّرتم مثل تحيّرهم و ستعرف تيههم إنشاء اللّه بعد الفراغ من
شرح الخطبة (و لعمري ليضعفنّ لكم التّيه) و الضلال (من بعدي
أضعافا) و كذا كان لأنّ تيه بني إسرائيل كان أربعين سنة و تيه هؤلاء جاوز
الثمانين مدّة ملك بني امية بل زاد على ستّمأة مدّة ملك بني العباس بل ممدّ إلى
ظهور الدّولة القائمية بما (خلّفتم الحقّ وراء ظهوركم) و نكبتم عن الصراط
المستقيم (و قطعتم الأدنى) أى الأقرب من رسول اللّه 6 نسبا و صهرا و أراد به نفسه (و وصلتم الأبعد) أراد به معاوية أو
من تقدّم عليه من المتخلّفين.
ثمّ أرشدهم
إلى وجه الرّشاد و السداد فقال: (و اعلموا انّكم إن اتّبعتم الدّاعي لكم) أراد به
نفسه أو القائم 7 و في بعض النسخ الرّاعي بالراء و قد تقدّم فيما
ذكرناه سابقا انّ الامام راع لرعيّته، و ظهر لك وجه المناسبة في إطلاق الرّاعي
عليه (سلك بكم منهاج الرسول) أى جادّة الشريعة (و كفيتم
مؤنة الاعتساف) في طرق الضلال (و نبذتم الثقل الفادح) أى الاثم و
العذاب في الاخرة (عن الأعناق).