قال عليّ بن
إبراهيم القميّ قال إنّ بحرا كان في اليمن و كان سليمان 7 أمر جنوده أن
يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد هند، ففعلوا ذلك و عقدوا له عقدة عظيمة
من الصخر و الكلس حتّى تفيض على بلادهم، و كانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه الماء
أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه و كانت لهم جنّتان عن يمين و شمال عن مسيرة عشرة
أيّام فيها يمرّ المارّ لا تقع عليه الشمس من التفافها.
فلمّا عملوا
بالمعاصي و عتوا عن أمر ربّهم و نهاهم الصالحون فلم ينتهوا، بعث اللّه على ذلك
السدّ الجرذ و هي الفارة الكبيرة فكانت تقلع الصّخرة التي لا يستقلّها الرّجل و
ترمى به فلمّا رأى ذلك قوم منهم هربوا و تركوا البلاد فما زال الجرذ تقلع الحجر
حتّى خربوا ذلك السدّ فلم يشعروا حتّى غشيهم السّيل و خرب بلادهم و قلع أشجاهم.
و قال
الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الاية ثمّ أخبر سبحانه عن قصّة سبأ بما دلّ على
حسن عاقبة الشّكور و سوء عاقبة الكفور فقال- لَقَدْ كانَ
لِسَبَإٍ- المراد بسبا هنا القبيلة الّذينهم أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان- في مسكنهم- أى في بلدهم- آية- أى حجّة على وحدانيّة اللّه عزّ و جلّ و كمال
قدرته و علامة على سبوغ نعمته ثمّ فسّر سبحانه الاية فقال:- جَنَّتانِ عَنْ
يَمِينٍ وَ شِمالٍ- أى بستانان عن يمين من أتاهما و شماله و قيل عن يمين
البلد و شماله.
و قيل انّه
لم يرد جنّتين اثنتين و المراد إنه كانت ديارهم على وتيرة واحدة إذ كانت البساتين
عن يمينهم و شمالهم متّصلة بعضها ببعض و كانت من كثرة النّعم أنّ المرأة تمشى و
المكتل على رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير أن تمسّ بيدها شيئا.
و قيل الاية
المذكورة هي أنّه لم يكن في قريتهم بعوضة و لا ذباب و لا برغوث و لا عقرب و لا
حيّة، و كان الغريب إذا دخل بلدهم و في ثيابه قمّل و دوابّ ماتت