ملك بني مروان من كان منهم ثابتا على
ولاية عليّ بن أبي طالب 7 و من حاد منهم عن ذلك، و ذلك في أواخر أيّام
مروان الحمار عند ظهور الدّعوة الهاشميّة.
أقول: قد
تقدّم في شرح الخطبة السابعة و الثمانين، أنّ ما أخبر 7 به قد وقع في
سنة اثنين و ثلاثين و مأئة عند ظهور أبي مسلم المروزي الخراساني صاحب الدّعوة، و
في هذه السنة ظهر السفّاح بالكوفة، و بويع له بالخلافة و كان استيصال بني امية
بيده كما عرفت تفصيلا في شرح الخطبة المأة و الرابعة.
و يعجبني أن
اورد هنا نادرة لم يسبق ذكرها أوردها الدّميرى في حياة الحيوان قال لما قتل
إبراهيم بن الوليد بويع لمروان بن محمّد المنبوز بالحمار بالخلافة و في أيّامه ظهر
أبو مسلم الخراساني، و ظهر السفّاح بالكوفة، و بويع له بالخلافة و جهّز عمّه عبد
اللّه بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس لقتال مروان بن محمّد، فالتقى الجمعان بالزاب
زاب الموصل، و اقتتلوا قتالا شديدا فانهزم مروان و قتل من عسكره و غرق ما لا يحصى
و تبعه عبد اللّه إلى أن وصل إلى نهر الأرون فلقي جماعة من بني امية و كانوا نيّفا
و ثمانين رجلا فقتلهم عن آخرهم.
ثمّ جهّز
السفاح عمّه صالح بن عليّ على طريق السماوة فلحق بأخيه عبد اللّه و قد نازل دمشق
ففتحها عنوة و أباحها ثلاثة أيّام و نقض عبد اللّه ثورها حجرا حجرا و هرب مروان
إلى مصر فتبعه صالح حتى وصل الى أبي صير و هي قرية عند الفيوم، قال ما اسم هذه
القرية قالوا أبو صير قال فالى اللّه المصير.
ثمّ دخل
الكنيسة الّتي بها فبلغه أنّ خادما نمّ عليه فأمر به فقطع رأسه و سلّ لسانه و القى
على الأرض فجاءت هرّة فأكلته ثمّ بعد أيام هجم على الكنيسة التي كان نازلا بها
عامر بن إسماعيل فخرج مروان من باب الكنيسة و في يده سيف و قد أحاطت به الجنود و
خفقت حوله الطبول فتمثّل ببيت الحجّاج بن حكيم السلمي و هو:
متقلّدين صفايحا هندية
يتركن من ضربوا كأن لم يولد
ثمّ قاتل حتى
قتل فأمر عامر برأسه فقطع في ذلك المكان و سلّ لسانه و القى على الأرض فجاءت تلك
الهرّة بعينها فخطفته فأكلته فقال عامر لو لم يكن في الدّنيا