و قال الشارح البحراني نهاهم 7 أن يشبهوا جفاة الجاهليّة في عدم تفقّههم في الدين، فيشبهون إذا بيض
الأفاعى في أعشاشها و وجه الشّبه أنه إن كسر كاسر أثم لتأذّى الحيوان به فكذلك
هؤلاء إذا شبّهوا جفاة الجاهليّة لا يحلّ أذيهم لحرمة ظاهر الاسلام، و إن اهملوا و
تركوا على الجهل خرجوا شياطين.
أقول: و
ببيان أوضح إنّ بيض الأفاعى كما أنّ في كسرها سلامة من شرّ ما يخرج منها لو أبقيت
على حالها إلّا أنّ فيه وزرا على كاسرها و في عدم كسرها لا يكون على أحد وزر إلّا
أنّ ما يخرج منها تكون منشأ الشّرور و الأذى فكذلك هؤلاء إن اقيمت فيهم مراسم
السّياسة المدنيّة بالتّأديب و التعزير و التّعذيب لاستقامت الامور و انتظمت وظايف
الخلافة لكن في اقامتها وزرا على المقيم لأنّ فيه مخالفة لأمر اللّه سبحانه أو
نهيه كما قال 7 في الكلام الثامن و الستّين: و انّي لعالم بما
يصلحكم و يقيم أودكم و لكنّي لا أرى إصلاحكم بافساد نفسي، و إن تركوا على
حالهم كانوا منشأ الشرور و المفاسد فيضلّون كثيرا و يضلّوا عن سواء السّبيل.
و الفصل
الثاني منها
اشارة إلى
اختلاف شيعته و أصحابه من بعده و هو قوله (افترقوا بعد الفتهم) أى بعد
ايتلافهم و اجتماعهم عليّ (و تشتّتوا عن أصلهم) أى تفرّقوا عن امام
الحقّ الذي يحقّ الائتمام به، فصار بعضهم كيسانيّا و بعضهم زيديا و بعضهم فطحيّا و
غيرها (فمنهم آخذ بغصن أينما مال مال معه).
قال الشّارح
المعتزلي أى يكون منهم من يتمسّك بمن أخلفه من بعدي من ذرّية الرّسول 6 أينما سلكوا سلكوا معهم و تقدير الكلام: و منهم من لا يكون هذه
حاله لكنّه لم يذكره اكتفاء بذكر القسم الأوّل لأنّه دالّ على القسم الثّاني.
ثمّ أخبر
7 أنّ الفريقين يجتمعان فقال (على أنّ اللّه) سبحانه (سيجمعهم
لشرّ يوم لبني اميّة).
قال الشارح
المعتزلي و كذا كان حال الشيعة الهاشميّة اجتمعت على إزالة