الشرح، و أما شدّة العلاقة فيكفى في
الدّلالة عليها جعل النبيّ 6 له منه بمنزلة هارون من
موسى و تنزيله منزلة نفسه في آية أنفسنا مضافا إلى ساير ما تضمّنت ذلك المعنى ممّا
عرفتها في تضاعيف الشرح و تعرفها بعد ذلك انشاء اللّه تعالى.
(فانها) أى الخلافة
المعلومة من السياق (كانت اثرة) أى شيئا مرغوبا يتنافس فيه النفوس و
يزيده كلّ لنفسه و أن يخصّ به من دون مشاركة الغير (شحّت) أى بخلت (عليها
نفوس قوم) أراد بهم أهل السقيفة (و سخت عنها) أى جادت بها و
تركتها معرضة عنها (نفوس آخرين) أراد بهم أهل البيت : و إعراضهم
عنها لعدم رغبتهم في الخلافة من حيث إنّها سلطنة ظاهرية و أمارة على الخلق.
كما يدلّ
عليه قوله 7 لابن عباس في عنوان الخطبة الثالثة و الثلاثين:
و اللّه لهى
أحبّ إلىّ من امرتكم إلّا أن اقيم حقّا أو أدفع باطلا.
نعم لو كان
متمكّنا من الخلافة و إقامة مراسمها على ما هو حقّها لرغب فيه البتّة لكنّه لم
يتمكّن منها لعدم وجود النّاصر كما يؤمى إليه قوله 7 في الخطبة
الثّالثة المعروفة بالشقشقيّة: و طفقت أرتأى بين أن أصول بيد جذّاء أو
أصبر على طخية عمياء، و قوله في الخطبة السّادسة و العشرين: فنظرت
فاذا ليس لي معين إلّا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت اه، و غير ذلك ممّا
تضمّن هذا المعنى.
(و الحكم) الحقّ و
الحاكم العدل هو (اللّه) سبحانه (و المعود إليه القيامة) كما قال:
ثُمَّ
تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ^ و يقضى بين الخلق بالحقّ و يجعل لعنته على الظالمين، تمثيل و تمثّل
7 بقول امرء القيس فقال:
(و دع عنك نهبا
صيح في حجراته)
و لكن حديثا ما حديث الرّواحل
و كان من
قصّة هذا الشّعر أنّ امرء القيس لمّا انتقل في أحياء العرب بعد قتل أبيه نزل على
رجل من جذيلة طيّىء يقال له: طريف فأحسن جواره فمدحه فأقام