الأعزّاء الّذين لا يذلّون أبدا، و هم
الأغنياء الّذين لا يفقرون أبدا، و هم السعداء الّذين لا يشقون أبدا، و هم الفرحون
المسرورون الّذين لا يغتمّون و لا يهتمون أبدا، و هم الأحياء الّذين لا يموتون
أبدا فمنهم من في قصور الدرّ و المرجان أبوابها مشرعة إلى عرش الرّحمان، و
الملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار.
ثمّ أخذ في
تحضيض المخاطبين و تشويقهم إلى طلب الجنّة و القصد اليها بقوله (فلو شغلت
قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك) أى يدخل عليك على
غفلة منك (من تلك المناظر المونقة) المعجبة كنايه (لزهقت نفسك) أى بطلت و
هو كناية عن الموت (شوقا إليها) و حرصا عليها (و لتحملت) و ارتحلت (من مجلسى
هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها) أى بتلك المناظر المونقة.
و محصّل
المراد أنك لو تفكّرت في درجات الجنان و ما أعدّ اللّه سبحانه فيها لأوليائه
المقرّبين، و عباده الصالحين من جميع ما تشتهيه الأنفس و تلذّ الأعين لمتّ من فرط
الشوق و الشعف و لازعجت بكلّيتك عن الدّنيا، و ساكنت المقابر و جاورت أهل القبور
انتظارا للموت الممدّ اليها.
ثمّ دعا 7 له و لهم بقوله (جعلنا اللّه و إيّاكم ممن سعى إلى منازل الأبرار) و مساكن
الأخيار (برحمته) و منّته إنّه وليّ الاحسان و الكرم و
الامتنان.
تبصرة
آيات الكتاب
العزيز و الاخبار المتضمّنتان لوصف الجنة و التشويق إليها فوق حدّ الاحصاء و لنورد
بعض الاخبار المتضمّنة له و المشتملة على مناقب أمير المؤمنين 7 و بعض
فضايل شيعته لعدم خلوّه عن مناسبة المقام فأقول:
روى الشارح
المعتزلي عن الزمخشري في ربيع الأبرار قال: و مذهبه في الاعتزال و نصرة أصحابنا
معلوم و كذا في انحرافه عن الشيعة و تسخيفه لمقالاتهم إنّ رسول اللّه قال: لما
اسري بي أخذني جبرئيل فأقعدني على درنوك من درانيك الجنة ثمّ ناولني سفرجلة فبينما
أنا أقلبها انقلقت فخرجت منها جارية لم أر أحسن