responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 58

سقوط أوراق الأشجار (فيسقط تترى) أى شيئا بعد شي‌ء (و ينبت تباعا) بدون فترة بينهما (فينحت) أى يسقط (من قصبه انحتات أوراق الأغصان ثمّ يتلاحق ناميا) و ذلك في الرّبيع إذا بدء طلوع الأوراق‌ (حتّى يعود كهيئته قبل سقوطه لا يخالف) لون ريشه الثّاني‌ (سالف ألوانه و لا يقع لون في غير مكانه).

ثمّ أشار إلى ما هو ألطف و أدقّ مما مضى و أعظم في الدّلالة على قدرة الصّانع المتعال فقال: (و إذا تصفّحت شعرة واحدة من شعرات قصبه أرتك) تلك الشعرة من شدّة بصيصها ألوانا مختلفة فتارة (حمرة ورديّة و تارة) أخرى‌ (خضرة زبرجديّة و احيانا صفرة عسجديّة).

ثمّ عقّب ذلك باستبعاد وصول الأذهان الثاقبة إلى وصفه و قال: (فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن) أى‌ الفطن‌ العميقة التي من شأنها إدراك دقايق الأشياء و العلم بوجوه الامور على ما ينبغي‌ (أو تبلغه قرائح العقول) أى تناله‌ العقول‌ بجودة الطّبيعة من قولهم لفلان قريحة جيّدة يراد استنباط العلم بجودة الطبع‌ (أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين و) الحال أنّ‌ (أقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه و الألسنة أن تصفه) و لا ريب أنّ الشّعرة أقلّ الأجزاء الّتي بها قوام الحيوان.

و المراد بيان عجزها عن ادراك علل هذه الألوان على اختلافها و اختصاص كلّ من مواضعها بلون غير الاخر و علل هيئاتها و ساير ما أشار إليه، أو إظهار عجزها عن إدراك جزئيّات الأوصاف المذكورة و تشريح الهيات الظاهرة و الخصوصيات الخفيّة في خلق ذلك الحيوان، فانّ ما ذكره 7 في هذه الخطبة تشريحه و إن كان على غاية البلاغة و فوق كلّ بيان في وصف حاله إلّا أنّ فيه وراء ذلك جزئيّات لم يستثبتها الوصف.

و هذا هو الأقرب و الأنسب بما عقّبه به من تنزيهه تعالى أعني قوله: (فسبحان الّذي بهر العقول) و غلبها (عن وصف خلق جلاه للعيون فأدركته محدودا مكوّنا) أى موصوفا بالحدود و التكوين و (مؤلّفا) من الأجزاء (ملوّنا) بالألوان المختلفة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست