(و أعجز الألسن عن تلخيص صفته و قعد
بها عن تأدية نعته) و الغرض الدّلالة على عجز العقول عن
إدراك ذاته سبحانه، فانّها إذا عجزت عن إدراك مخلوق ظاهر للعيون على الأوصاف
المذكورة فهى بالعجز عن إدراكه سبحانه و وصفه أحرى، و كذلك الألسن عن تلخيص صفته و
تأدية نعته أعجز.
(و سبحان
من أدمج) أى أحكم (قوائم الذّرة) و هي صغار النّمل (و
الهمجة) و هو صغير الذّباب (إلى ما فوقهما من خلق) البرّ و
البحر من (الحيتان و الفيلة) و نحوها (و وأى) أى وعد و
ألزم (على نفسه ألّا يضطرب شبح) و لا يتحرّك شخص (مما
أولج) أى أدخل (فيه الرّوح إلّا و جعل الحمام) و الموت (موعده و
الفناء غايته).
تتميم فى
نوادر وصف الطاوس
روى في
الكافي عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرّضا 7 قال:
الطاوس مسخ،
كان رجلا جميلا فكابر امرئة رجل مؤمن تحبّه فوقع بها، ثمّ راسلته بعد، فمسخهما
اللّه عزّ و جلّ طاوسين انثى و ذكرا فلا تأكل لحمه و لا بيضه.
و في البحار
من الخرائج عن محمّد بن إبراهيم الحرث التّميمي، عن الحسين 7 أنّه قال:
إذا صاح الطاوس يقول: مولاى ظلمت نفسى و اغتررت بزينتي فاغفر لي.
قال الدّميري
في حياة الحيوان: الطاوس طاير معروف و تصغيره طويس بعد حذف الزّوايد، و كنيته أبو
الحسن و أبو الوشى، و هو في الطير كالفرس في الدّواب عزّا و حسنا و في طبعه العفّة
و حبّ الزّهو بنفسه و الخيلاء و الاعجاب بريشه، و عقده لذنبه كالطّاق لا سيّما إذا
كانت الأنثى ناظرة إليه، و الأنثى تبيض بعد أن يمضي لها من العمر ثلاث سنين، و في
ذلك الأوان يكمل ريش الذّكر و يتمّ لونه، و تبيض الانثى مرّة واحدة في السنة اثنتى
عشرة بيضة و أقلّ و أكثر، لا تبيض متتابعا، و يسفد في أيّام الرّبيع، و يلقى ريشه
في الخريف كما يلقى الشّجر ورقه، فاذا بدأ طلوع الأوراق في الشّجر طلع ريشه، و هو
كثير العبث بالأنثى إذا حضنت، و ربّما كسر البيض و لهذه العلّة يحضن بيضه تحت الدّجاج
و لا تقوى الدّجاجة على