الحيوان تنبيها به على ردّ من زعم أنّ
سفاده بتطعم الدّمع فقال (احيلك من ذلك على
معاينة) أى مشاهدة برأى العين
(لا كمن يحيل على ضعيف اسناده) و يزعم أن لقاحه بالتطعم
اعتمادا على سند ضعيف و إحالة عليه.
ثمّ دفع
الاستبعاد عن ذلك الزعم الفاسد بقوله (و لو كان) الأمر (كزعم من
يزعم أنّه يلقح) أى يحبل (بدمعة تسفحها) و تسكبها (مدامعه فتقف في
ضفّتى جفونه) و جانبيها (و أنّ انثاه تطعم ذلك ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى
الدّمع المتبجّس) المنفجر (لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب) قال الشّارح
المعتزلي: و اعلم أنّ قوما زعموا أنّ الطاوس الذّكر يدمع عينه فتقف الدّمعة بين
أجفانه فتأتي الانثى فتطعمها فتلقح من تلك الدّمعة، و أمير المؤمنين 7
لم يحل ذلك و لكنّه قال: ليس بأعجب من مطاعمة الغراب، و العرب تزعم أنّ الغراب لا
يسفد، و من أمثالهم: أخفى من سفاد الغراب، فيزعمون أنّ اللّقاح من مطاعمة الذّكر و
الانثى و انتقال جزء من الماء الذي في قانصته إليها من منقاره، و أمّا الحكماء
فقلّ أن يصدقوا بذلك، على أنّهم قد قالوا في كتبهم ما يقرب من هذا؟ قال ابن سينا:
و القبجة تحبلها ريح تهبّ من ناحية الحجل الذّكر و من سماع صوته، انتهى.
تشبيه [يفضى
كافضاء الدّيكة و يأرّ بملاقحة أرّ الفحول المغتلمة] أقول: أمّا كلام أمير
المؤمنين 7 فلا يخفى أنّ ظهوره في كون سفاد الطاوس باللّقاح، حيث شبّهه
بافضاء الدّيكة و بأرّ الفحول، و عبّر عن القول الاخر بالزّعم كظهوره في كون سفاد
الغراب بالمطاعمة، و أمّا المثل فلا يدلّ على أنّ الغراب لا يسفد بل الظّاهر منه
خلافه، على أنّي قد شاهدت عيانا غير مرّة سفاد الغراب الأبقع، فلا بدّ من حمل كلام
أمير المؤمنين 7 على ساير أصناف الغراب و إن كان ظاهره الاطلاق و اللّه
العالم بحقايق الخبيئات و أولياؤه :.
ثمّ أخذ 7 في وصف اجنحة الطاوس فقال (تخال قصبه) أي عظام أجنحته (مداري من
فضّة) في الصّفاء و البياض (و ما أنبتت عليها من عجيب داراته و شموسه) التي في
الرّيش (خالص العقيان) أى الذّهب في الصّفرة الفاقعة و الرّونق و
البريق