responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 50

لطيفة رقيقة يسهل خرقه و النّفاذ فيه و لو لا ذلك لما كان الطّيران ممكنا، و جسد الطّير جسم ثقيل و الجسم الثّقيل يمتنع بقاؤه في الجوّ معلّقا من غير دعامة و لا علاقة فوقه، فوجب أن يكون الممسك له في ذلك الجوّ هو اللّه سبحانه.

(و مرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوّ المنفسح و الفضاء المنفرج) أى باسطة جناحيها في أمكنتها الّتي تخرق الهواء الواسع فتدخلها قال تعالى:

أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَ يَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ بَصِيرٌ.

قيل في تفسيره: أى باسطات أجنحتهنّ في الجوّ عند طيرانها، فانّهنّ إذا بسطنها صففن قوادمها- و يقبضن- أى و يضممنها إذا ضربن بها جنوبهن وقتا بعد وقت للاستظهار به على التّحرّك، و لذلك عدل به إلى صيغة الفعل للتّفرقة بين الأصيل في الطيران و الطّارى عليه- ما يمسكهنّ- في الجوّ على خلاف طبعهنّ- إلّا الرّحمن- الشّامل رحمته كلّشي‌ء بأن خلقهنّ على اشكال و خصايص هيئاتهنّ للحركة فى الهواء- إنّه بكلّ شي‌ء بصير- يعلم كيف يخلق الغرائب و يدبّر العجائب.

(كوّنها) كساير المكوّنات و المخلوقات‌ (بعد اذ لم تكن في عجائب صور ظاهرة) و هيئات بديعة غير مستورة (و ركّبها في حقاق مفاصل محتجبة) مستترة باللّحم و الجلد و نحوهما (و منع بعضها بعبالة خلقه) و ضخامة جثّته كالنّعامة و اللّقلق و نحوهما (أن يسمو في السّماء خفوفا) أى يعلو في جهة العلوّ بسرعة (و جعله يدفّ دفيفا) أى يحرّك ج‌ناحيه للطّيران قال الفيومى: معناه ضرب بهما دفّيه و هما جنباه، يقال ذلك إذا أسرع مشيا و رجلاه على وجه الأرض ثمّ يستقلّ طيرانا (و نسقها) أى نظمها (على اختلافها في الاصابيغ) و الألوان‌ (بلطيف قدرته و دقيق صنعته) أى جعل كلّا منها على لون خاصّ على وفق حكمته البالغة (فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه) أى بعضها ذو لون واحد كالأسود و الأبيض و الأحمر، فعبر عنه‌ بالغمس في قالب اللّون‌ إشارة إلى‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست