يكون ما موصولة و صلتها الجملة أي الذي
هو حديث الرّواحل، ثمّ حذف صدر الصّلة كما في «اتماما على الذي أحسن» أو على أن
تكون استفهامية بمعنى أيّ قوله: و لا غرو، لا لنفى الجنس محذوف خبرها، و قوله: فيا
له خطبا النّداء للتعجّب و التفخيم و خطبا منصوب على التميز من الضمير.
المعنى
اعلم أنّ
المستفاد من روايتي العلل و الأمالي الاتيتين أنّ هذا الكلام (قاله
لبعض أصحابه) بصفّين (و) ذلك أنّه (قد سأله) و قال له (كيف
دفعكم قومكم عن هذا المقام) أى مقام الخلافة و الوصاية (و أنتم
أحقّ به) منهم و من غيرهم لعلوّ النسب و شرافة الحسب و ماسّة الرّحم و مزيد
التقرّب و غزارة العلم و وفور الحلم و ملكة العصمة و فضيلة الطّهارة و ثبوت
الوصيّة و حقوق الوراثة و ساير خصايص الولاية (فقال 7) مجيبا للسّائل (يا أخا بني أسد انّك ل) رجل (قلق
الوضين) أي مضطرب البطان أراد به خفّته و قلّة ثباته كالحزام إذا كان رخوا،
لأنّه قد سأله في غير مقامه كما أبان عنه بقوله (ترسل في غير سدد) أى تطلق
عنان دابّتك و تهملها و توجّهها في غير مواضعها، أى تتكلّم في غير موضع الكلام، و
تسئل مثل هذا الأمر الذي لا يمكن التصريح فيه بمخّ الحقّ بمجمع النّاس، أو تسئل
مثل هذا الأمر الذي يحتاج إلى تفصيل الجواب في مقام لا يسع ذلك، و الأخير أظهر
بملاحظة ما يأتي في روايتي العلل و الأمالي من أنّه سأله بينا هو في أصعب موقف
بصفّين.
و كيف كان
فلمّا اعترض 7 على السائل يكون سؤاله في غير موقعه المناسب، و لما كان
ذلك مظنّة لأن ينكسر منه قلب السائل استدرك 7 ذلك بمقتضى سودده و مكارم
خلقه فقال استعطافا و تلطّفا: (و لك بعد ذمامة الصّهر و حقّ المسألة) أى حرمة
القرابة و حقّ السؤال.
قال الشّارح
المعتزلي: و إنّما قال: لك بعد ذمامة الصّهر لأنّ زينب بنت جحش زوج رسول اللّه
6 كانت أسديّة، و شنّع الشّارح على القطب الرّاوندي