الشّارح البحراني و قوله: من ذوات، بيان
للأطيار، و مصرّفة، و مرفرفة منصوبان على الحال، و في بعض النّسخ بالجرّ على
أنّهما صفتان لذوات أجنحة.
و جملة
كوّنها في المعنى تأكيد لجملة ذرأ، و لكمال الاتصال ترك العاطف بينهما، و تحتمل
الاستيناف البياني، و قوله: في لون صبغ، بجرّلون مضافا إلى صبغ على الاضافة
البيانيّة، و في بعض النّسخ بالجرّ و التّنوين و صبغ على صيغة الماضي المجهول، أى
صبغ ذلك المغموس، و الواو في قوله: و من أعجبها، استينافيّة و قوله: بجناح، إمّا
بدل من أحكم تعديل أو عطف بيان، و يحتمل تعلّقه بقوله أحسن تنضيد.
و جملة عنجه،
مرفوعة المحل صفة لقلع، و مغرزها، مبتدأ خبره كصبغ الوسمة، و بطنه بالرّفع مبتدأ
محذوف الخبر أى مغرزها إلى حيث بطنه موجودا و ممتدّا و منتهى إليه كصبغ.
و حيث تضاف
إلى الجملة غالبا و إضافتها إلى المفرد تشذّ في الشّعر، و هو في المعنى مضافة إلى
المصدر الّذي تضمّنته الجملة قالوا: حيث و إن كانت مضافة الى الجملة في الظّاهر،
لكن لمّا كانت في المعنى مضافة إلى المصدر فاضافتها إليها كلا إضافة، و لذا بنيت
على الضمّ كالغايات على الأعرف قال نجم الأئمة: قد حذف خبر المبتدأ الّذي بعد حيث
غير قليل، و التّنوين في قوله: بقسط، للتّفخيم، و جملة: علاه عطف على جملة أخذ.
المعنى
اعلم أنّ هذه
الخطبة الشّريفة على غاية بلاغتها و بديع اسلوبها و عجيب نظمها مسوقة
لشرح أوصاف الطّير لا سيّما الطّاؤوس، و الغرض منه
التّنبيه على عظيم قدرته سبحانه و لطيف صنعته و الاشارة إلى عجايب ما أبدعه سبحانه
في الملك و الملكوت، لتنبّه من رقدة الغفلة، و يتحصّل لك كمال المعرفة.
و افتتح 7 بمطلق دلائل القدرة ثمّ تخلّص إلى ذكر الطّاؤوس فقال (ابتدعهم) أى أبدع
الموجودات لا عن مادّة أو على غير مثال سابق (خلقا عجيبا)