ثمّ قال: إنّ أهل النار يعظمون النّار، و
إنّ أهل الجنّة يعظمون الجنّة و النعيم و إنّ جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة
سبعين عاما فاذا بلغوا علاها قمعوا بمقامع الحديد، فهذه حالهم و هو قول اللّه عزّ
و جلّ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ
أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ
ثمّ تبدّل جلودهم غير الجلود الّتي كانت عليهم، قال أبو عبد اللّه 7
حسبك؟ قلت: حسبي حسبى.
(فارحموا
نفوسكم) إلى مصير هذه النّار الّتي علمت وصفها و عرفت حال أهلها (فانّكم
قد جرّبتموها في مصائب الدّنيا) و لم تصبروا على أهون مصائبها و أحقر آلامها (أ فرأيتم
جزع أحدكم من الشوكة تصيبه و العثرة تدميه و الرّمضاء) أى الأرض الشديدة
الحرارة (تحرقه فكيف) حاله و تحمّله (إذا كان بين
طابقين من نار) يغشيهم العذاب من فوقهم و من تحت أرجلهم و يقول ذوقوا ما كنتم
تعملون (ضجيع حجر) أشير إليه في قوله: وَقُودُهَا
النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ^ قال ابن عبّاس و ابن مسعود: إنّها حجارة
الكبريت لأنّها أحرّ شيء إذا احميت و قيل إنهم يعذّبون بالحجارة المحمية بالنّار.
(و قرين
شيطان) و هو المشار إليه في قوله سبحانه وَ مَنْ يَعْشُ
عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، و قالَ
قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَ لكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ قال ابن
عباس و غيره: أى شيطانه الّذي أغواه و إنما سمّى قرينه لأنه يقرن به في العذاب.
و في البحار
من تفسير عليّ بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر 7 في قوله
تعالى وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال 7
أما أهل الجنّة فزوّجوا الخيرات الحسان و أما أهل النار فمع كلّ إنسان منهم شيطان
يعني قرنت نفوس الكافرين و المنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم.
(أعلمتم
أنّ مالكا) و هو اسم مقدّم خزنة النار و الملائكة الموكّلين لأمرها قال تعالى عَلَيْها
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ روى عن رسول اللّه 6 أنه
قال: و الّذي نفسى