بيده لقد خلقت ملائكة جهنم قبل أن تخلق
جهنّم بألف عام فهم كلّ يوم يزدادون قوّة إلى قوّتهم.
و في البحار
من تفسير عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصّادق
7 في خبر المعراج قال: قال النبيّ 6: فصعد جبرئيل
و صعدت حتّى دخلت سماء الدّنيا فما لقيني ملك إلّا و هو ضاحك مستبشر حتّى لقيني
ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب فقال لي مثل ما قالوا
من الدّعا إلّا أنّه لم يضحك و لم أر فيه الاستبشار ما رأيت ممّن ضحك من الملائكة
فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فانّى قد فزعت منه، فقال: يجوز أن تفزع منه فكلّنا نفزع
منه إنّ هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منذ ولاه اللّه جهنّم يزداد كلّ
يوم غضبا و غيظا على أعداء اللّه و أهل معصيته فينتقم اللّه به منهم و لو ضحك إلى
أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك، و لكنّه لا يضحك فسلّمت عليه
فردّ السلام علىّ و بشّرني بالجنّة.
فقلت لجبرئيل
و جبرئيل بالمكان الّذي وصفه اللّه مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ: ألا تأمره
أن يريني النار؟ فقال له جبرئيل: يا مالك أر محمّدا 6 النار،
فكشف منها غطائها و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في السّماء و فارت و ارتفعت
حتّى ظننت ليتناولنى مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل قل له: فليرد عليها غطائها، فأمرها
فقال لها: ارجعى فرجعت إلى مكانها الّذي خرجت منه، الحديث، فقد علم به زيادة قوّته
و شدّة غيظه و غضبه.
(إذا غضب
على النار حطم بعضها بعضا لغضبه) أى أكله أو كسره و منه الحطمة اسم من أسماء
جهنم قال تعالى لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ أى ليطرحنّ فيها قال
مقاتل و هى تحطم العظام و تأكل اللحوم حتّى تهجم على القلوب و لتفخيم أمرها قال
تعالى وَ ما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ المؤجّجة
أضافها سبحانه إلى نفسه ليعلم أنها ليست كنيران الدّنيا.