responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 388

المؤكّد فانّه سبحانه لما بالغ في الحثّ و الحضّ عليها و تكرّر منه تعالى طلبها و الأمر بها في غير واحدة من الايات شبّهها بالحاجة الّتي يفتقر إليها المحتاج و يبالغ في تحصيلها و الوصول إليها و الجامع المطلوبيّة المتأكّدة.

و لمّا نبّه على كونها سببا للوصول إلى رضوانه و غاية المطلوب من خلقه عقّبه بالأمر بها فقال مجاز من باب تسمية المسبّب باسم السبّب- مجاز من باب تسمية اللّازم باسم الملزوم‌ (فاتقوا اللّه الّذي أنتم بعينه) أى بعلمه فاطلق العين و أريد العلم مجازا من باب تسمية المسبّب باسم السبّب، أو اللّازم باسم الملزوم إذ رؤية الشي‌ء سبب للعلم به و مستلزم له.

و في الاتيان بالموصول تأكيد الغرض المسوق له الكلام، فانه لما أمر بالتقوى و كانت التقوى حسبما قاله الصادق 7 عبارة عن أن لا يفقدك اللّه حيث أمرك و لا يراك حيث نهاك، أتى بالجملة الموصولة الوصفيّة تنبيها على أنّ اللّه عالم بكم خبير بأحوالكم بصير بأعمالكم سميع لأقوالكم، و من كان هذا شأنه فلا بدّ أن يتّقى منه حقّ تقاته إذ لا يعزب عنه شي‌ء من المعاصي و لا يخفى عليه شي‌ء من الخطايا كما يخفى على ساير الموالي بالنسبة من عبيدهم.

و أكّده اخرى بقوله‌ (و نواصيكم بيده) يعني أنه قاهر لكم قادر عليكم متمكّن من التصرّف فيكم كيف شاء و أىّ نحو أراد لا رادّ لحكمه و لا دافع لسخطه‌ و نواصيكم بيد قدرته، لا يفوته من طلب و لا ينجو منه من هرب.

و أكّده ثالثة بقوله‌ (و تقلّبكم في قبضته) أى تصرّفكم في حركاتكم و سكناتكم تحت ملكه و قدرته و اختياره.

و قوله‌ (إن أسررتم علمه و إن أعلنتم كتبه) هو أيضا في معنى التأكيد و أن غير الاسلوب على اقتضاء التفنّن، يعني أنّه عالم بالسرائر خبير بالضمائر سواء عليه ما ظهر منكم و ما بطن لا يحجب عنه شي‌ء ممّا يسرّ و ما يعلن كما قال عزّ من قائل:

سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ هذا و يدلّ قوله: إن أعلنتم كتبه‌ بمفهومه على أنّه لا يكتب ما لا يعلن و إن كان يعلمه، فيفيد عدم المؤاخذة على نيّة المعصية بمجرّدها، و قد مضى تحقيق الكلام‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست