عن أبيه 8 قال: الأئمة في
كتاب اللّه إمامان: إمام عدل و إمام جور، قال اللّه:
وَ
جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا، لا بأمر الناس
يقدّمون أمر اللّه قبل أمرهم و حكم اللّه قبل حكمهم، و قال و جعلناهم أئمّة يدعون
إلى النار يقدّمون أمرهم قبل أمر اللّه و حكمهم قبل حكم اللّه و يأخذون بأهوائهم
خلافا لما في كتاب اللّه.
و فيه من
بصاير الدّرجات مسندا عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه 7 قال: لا يصلح
الناس إلا إمام عادل و إمام فاجر إنّ اللّه عزّ و جلّ قال: وَ جَعَلْنا
مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا، و قال: وَ جَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ.
ثمّ إنّه
شدّد التنفير عن الجور بالتّنبيه على عقوبة الامام الجائر بما رواه عن النبيّ 6 فقال (و إنّي سمعت رسول اللّه 6
يقول: يؤتى يوم القيامة بالامام الجائر و ليس معه نصير) ينجيه من نار
الجحيم (و لا عاذر) يدفع عنه العذاب الأليم (فيلقى في
نار جهنّم فيدور فيها كما تدور الرّحى ثمّ يرتبط) و يشدّ (في
قعرها) فلا يكون له مخلص و لا منجاة عنها.
ثمّ حذّره عن
القتل بما لاح له 7 من الأسباب المؤدّية إليه فقال: (و انّي
انشدك اللّه) أى أسئلك و أقسم عليك (أن تكون إمام هذه الامّة المقتول) أراد الامام
الدّاعى إلى النّار (فانّه كان يقال) الظّاهر أنّ القائل
هو النبيّ 6 و أبهم لاقتضاء المصلحة (يقتل في هذه
الامّة إمام يفتح عليها) أى على هذه الامّة (باب القتل و القتال إلى يوم
القيامة) بقتله (و يلبّس امورها عليها) أى يدلّس ذلك الامام
و يلبّس امور الأمة عليهم و يوقعهم في اللّبس و الاشكال (و يبثّ الفتن) و ينشرها (فيها فلا
يبصرون الحقّ من الباطل يموجون فيها) أى في تلك الفتن (موجا و يمرجون) أى يختلطون
و يضطربون (فيها مرجا).
أقول: و قد
وقع مصداق هذا الخبر الذي رواه أمير المؤمنين عن النبيّ 6 على طبق ما رواه، فانّ عثمان لما ولّي و أوطأ رقاب الناس بنى أبي معيط و بني
امية و ولّاهم على البلاد انتشر الهرج و المرج و الفساد، و تظاهر الفتن، و انجذم
حبل الدّين، و تزعزع سوارى اليقين، و خمل الهدى، و شمل العمى، و ضاق المصدر