من زوجها و أمرها بالرّجوع إلى منزله،
ثمّ كرّر عليه الضرب فأتت النبيّ 6 ثمّ ردّها، ثمّ ضربها
الضرب الذي كان السبب في موتها فأمر النبيّ 6 عليّا أن يخرجها
من منزل عثمان فأتى بها إلى بيت النبيّ 6 و ماتت فيه.
ثمّ حذّره
7 من اللّه سبحانه و خوّفه من عقابه فقال (فاللّه اللّه في) شأن (نفسك
فانك و اللّه ما تبصّر من عمى و لا تعلّم من جهل) أى لا تحتاج إلى
التبصرة و التعليم (و) الحال (أنّ الطرق) أى طرق
الشرع المبين (لواضحة و أنّ أعلام الدّين لقائمة) و الاتيان بالجملات
مؤكّدة بانّ و اللّام و غيرهما لعدم جرى المخاطب بمقتضى علمه.
و لذلك شدّد
التأكيد بالتنبيه على فضل الامام العادل على الامام الجائر تنفيرا له عن الجور و
ترغيبا إلى العدل فقال (فاعلم أنّ أفضل عباد اللّه إمام عادل هدي) بنور الحقّ (و هدى) غيره كما
قال سبحانه: وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ
يَعْدِلُونَ قال أبو عبد اللّه 7 في رواية عبد اللّه بن سنان: هم
الأئمة صلوات اللّه عليهم (فأقام سنّة معلومة) بالتصديق على
حقّيتها و القيام بوظايفها (و أمات بدعة مجهولة) بالتنبيه على
بطلانها و الارتداع عنها (و أنّ السنن) النبويّة و الشرائع المصطفويّة (لنيّرة
لها أعلام) و منار (و أنّ البدع) المستحدثة (لظاهرة لها
أعلام) و آثار لا يخفى ما في حسن التعبير و الخطابة بالنيّرة في السنّن و
بالظاهرة في البدع.
(و انّ شرّ
الناس عند اللّه إمام جائر ضلّ) في نفسه (و ضلّ) غيره (به) كما قال
تعالى: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ
اللَّهِ قال الصادق 7 في رواية معلّى بن خنيس: هو من يتّخذ دينه
برأيه بغير هدى إمام من أئمة الهدى (فأمات سنّة ماخوذة) و سعى فى إطفاء نور
الحقّ (و أحيا بدعة متروكة) و جدّ في ترويج الباطل، هذا.
و تقسيم
الامام على القسمين أعني الامام العادل و الامام الجائر قد ورد في الكتاب العزيز و
غير واحد من الأخبار.
مثل ما رواه
في البحار من تفسير عليّ بن إبراهيم باسناده عن جعفر بن محمّد