responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 330

شابّ حسن الوجه و اللّباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان 7 قال: من أدخلك إلى هذا القصر؟ و قد أردت أن أخلو فيه اليوم فباذن من دخلت؟ فقال الشاب: أدخلنى هذا القصر ربّه و باذنه دخلت، فقال 7: ربّه أحقّ به منّى فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت، قال: و فيما جئت؟ قال: جئت لأقبض روحك قال: امض لما امرت به فهذا يوم سرورى و أبي اللّه عزّ و جلّ أن يكون لي سرورى دون لقائه، فقبض ملك الموت روحه و هو متكئ على عصاه.

فبقى سليمان متكئا على عصاه و هو ميّت ما شاء اللّه و النّاس ينظرون إليه و هم يقدّرون أنّه حىّ، فافتتنوا فيه و اختلفوا فمنهم من قال: إنّ سليمان قد بقى متكئا على عصاه هذه الأيام الكثيرة و لم يتعب و لم ينم و لم ياكل و لم يشرب إنّه لربّنا الذي يجب علينا أن نعبده، و قال قوم: إنّ سليمان ساحر إنّه يرينا أنه واقف و متكئ على عصاه يسحر أعيننا و ليس كذلك، فقال المؤمنون: إنّ سليمان هو عبد اللّه و نبيّه يدبّر اللّه بما شاء.

فلما اختلفوا بعث اللّه عزّ و جلّ الارضة فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا و خرّ سليمان من قصره على وجهه فشكر الجنّ للارضة صنيعها فلأجل ذلك لا توجد الارضة في مكان إلّا و عندها ماء و طين، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى‌ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ‌، يعني عصاه‌ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ‌.

ثمّ نبّه 7 على الاعتبار بأحوال القرون الخالية و الامم الماضية فقال:

الاستفهام التقريرى‌ (و انّ لكم في القرون السالفة لعبرة) و أشار إلى وجه العبرة على سبيل الاستفهام التقريرى قصدا للتذكير و التذكّر بقوله‌ (أين العمالقة و أبناء العمالقة).

قال الشّارح المعتزلي: العمالقة أولاد لاوز بن ارم بن سالم بن نوح 7 كان الملك باليمن و الحجاز و ما تاخم ذلك من الأقاليم فمنهم عملاق بن لاوز، و منهم طسم بن لاوز أخوه، و منهم جديس بن لاوز أخوهما، و كان العزّ و الملك بعد عملاق بن لاور في طسم، فلما ملكهم عملاق بن طسم بغى و أكثر الفساد في الأرض حتّى كان‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست