و أكّد ذلك بقوله
(و قد رأيت كما رأينا و سمعت كما سمعنا و صحبت رسول اللّه 6
كما صحبنا) ثمّ خرج إلى ذكر الشيخين تهييجا له و الهابا
فقال (و ما) أبو بكر (ابن أبي قحافة و لا) عمر
(ابن الخطاب بأولى بعمل الخير) و في بعض النسخ بعمل الحقّ (منك و) ذلك لأنك
(أنت أقرب إلى رسول اللّه 6 وشيجة رحم منهما) أى من حيث النسب فأنت أولى بالتأسّى به من غيره و الأخذ بسنّته 6 و سيرته.
و إنّما جعله
أقرب نسبا لاشتراكه مع رسول اللّه 6 في الجدّ الأدنى
أعني عبد مناف، فانّ رسول اللّه 6 هو ابن عبد اللّه بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و عثمان هو ابن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن
عبد شمس بن عبد مناف.
و أمّا هما
فيشتركان معه 6 في الجدّ الأعلى أعني كعب بن لوى، فانّ
عبد مناف هو ابن قصىّ بن كلاب بن مرّة بن كعب، و أبا بكر بن أبي قحافة: عثمان ابن
عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب، و عمر بن الخطّاب: ابن نفيل ابن عبد
العزى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن زراح بن عدىّ بن كعب، هذا.
و لا يخفى
عليك أنّ تشريك الثلاثة مع النبيّ 6 في النسب إنّما هو بحسب
الظاهر و من باب المماشاة و جريا بما هو المعروف عند الناس، و إلّا فقد علمت في
شرح الفصل الثاني من الخطبة الثّالثة الطعن في نسب عمر، و في شرح الكلام السادس و
السبعين الطّعن في نسب عثمان و ساير بني اميّة فتذكّر.
ثمّ أثبت له
القرب بالمصاهرة فقال (و قد نلت من صهره 6 ما لم ينالا) لأنّه قد
تزوّج رقيّة بنت النبيّ 6 و بعد موتها عقد على بنته
الاخرى أمّ كلثوم، و لذلك لقّب عند العامة بذى النورين، و أمّا عند أصحابنا فظلمه
في حقهما مشهور و الأخبار بذلك عن طريق أهل البيت مأثور.
قال المحدّث
الجزائري: إنّ طوايف العامّة و الخاصّة رووا أنّ عثمان قد ضرب رقية زوجته ضربا
مبرحا أي مؤلما حتى أثرت السياط في بدنها على غير جناية تستحقّها و لما أتت النبيّ
6 شاكية تكلّم عليها، و قال 6: لا
يليق بالمرأة أن تشكو