و (لما اجتمع الناس
اليه و شكوا ممّا نقموه) و كرهوه
(على عثمان و سألوا) منه 7
(مخاطبته عنهم و استعتابه لهم) أى أن يطلب لهم منه الرّجوع
إلى الحقّ و الارتداع عن أحداثه و الاقلاع عن بدعه، استجاب 7 مسئلتهم (فدخل عليه) و كلّمه بما أورده السيد
(ره) في الكتاب.
و قد رواه
عنه 7 أيضا محمّد بن جرير الطبري في تاريخه الكبير كما في شرح المعتزلي
قال: إنّ نفرا من أصحاب رسول اللّه 6 تكاتبوا فكتب بعضهم إلى
بعض أن اقدموا فانّ الجهاد بالمدينة لا بالرّوم، فاستطال الناس على عثمان و نالوا
منه في سنة أربع و ثلاثين و لم يكن أحد من الصحابة يذبّ عنه و لا ينهى إلّا نفر
منهم زيد بن ثابت و أبو أسيد الساعدي و كعب بن مالك و حسّان بن ثابت، فاجتمع الناس
فكلّموا عليّ بن أبي طالب و سألوه أن يكلّم عثمان فدخل عليه (فقال 7) له:
(إنّ الناس
ورائى و قد استسفروني) أي اتّخذوني سفيرا (بينك و بينهم و و اللّه ما أدرى ما
أقول لك) و بأىّ لسان أتكلّم معك يؤثّر فيك (ما أعرف شيئا
تجهله و لا أدلّك على أمر لا تعرفه) يعني أنّ قبايح هذه الأعمال و فضايح تلك البدعات
ليست بحيث تختفى على أحد، بل هى واضحة للصبيان غنيّة عن التنبيه و البيان.
و هذا هو
مراده أيضا بقوله (إنك لتعلم ما نعلم) أى تعلم من شناعة تلك الأحداث خاصّة ما
نعلمه، و ليس المراد بيان وفور علمه و أنه يعلم كلّما يعلمه 7 كما
توهّمه البحراني حيث قال: و حاصل الكلام استعتابه باللّين من القول فأثبت له
منزلته من العلم أى بأحكام الشريعة و السنن المتداولة بينهم في زمان الرّسول 6 و الظهور على كلّ ما ظهر عليه من مرئيّ و مسموع.
(و ما
سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و لا خلونا بشيء فنبلّغكه) يعني أنك قد أدركت
من صحبة الرّسول ما أدركناه، و عرفت من سيره و سلوكه و سياساته المدنيّة ما
عرفناه، لم نكن منفردين بذلك، و لم تكن غايبا عن شيء منه حتى نبلّغكه و ندلّك
عليه ج. «2»