(نقمت) عليه
أمره و نقمت منه نقما من باب ضرب و نقوما و من باب تعب لغة إذا عتبته و كرهته أشدّ
الكراهة لسوء فعله و (الاستعتاب) طلب العتبى و هو الرّضا و الرّجوع و (الوشيجة)
عرق الشّجرة و الواشجة الرّحم المشتبكة و قد وشجت بك قرابة فلان، و الاسم الوشيج
كما عن الصّحاح و (يرتبط) أى يشدّ و عن بعض النسخ يرتبك بدلها أى ينشب و (يلبّس)
امورها من التلبيس و في بعض النّسخ تلبس أمورها من اللّبس بالضمّ و هو الاشكال و
(مرج) أمره اختلط و اضطرب و منه الهرج و المرج و (السيّقة) بتشديد الياء المكسورة
ما استاقه العدوّ من الدّوابّ و (جلّ) يجلّ جلالة و جلالا أسنّ.
الاعراب
الواو في
قوله: و أنت أقرب، للحال و تحتمل العطف، و الجملة في معنى التّعليل لسابقه كما هو
ظاهر، و وشيجة رحم منسوب على التّميز، و اللّه اللّه منصوبان على التحذير، و جملة
يموجون فيها اه تأكيد معنوىّ لسابقتها و لذلك ترك العاطف و الفاء في قوله: فلا
تكوننّ، فصيحة.
المعنى
اعلم أنّه قد
تقدّم في شرح الفصل الرّابع من الخطبة الثالثة و التّذييل الثّاني من شرح الكلام
الثّالث و الأربعين أنّ عثمان أحدث في الدّين أحداثا، و أبدع بدعا، و استعمل
الفسّاق و أرباب الظلم على الأمصار، و تقدّم في شرح الكلام الثّلاثين أنّه لمّا
شاع الظلم و الفساد منه و من عمّاله في المدينة و ساير البلاد أوجب ذلك إجلاب
النّاس عليه و تحريض بعضهم بعضا على خلعه من الخلافة و قتله و أقول هنا: إنّه لمّا
تكاثرت أحداثه و تكاثر طمع الناس فيه كتب جمع من أهل المدينة من الصحابة و غيرهم
إلى من بالافاق إنكم كنتم تريدون الجهاد فهلمّوا إلينا فانّ دين محمّد قد أفسده
خليفتكم فاخلعوه، فاختلف إليه القلوب وجاء المصريّون و غيرهم إلى المدينة فاجتمعوا
إلى أمير المؤمنين 7 و كلّموه و سألوه أن يكلّم عثمان.