responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 307

(بل ظهر للعقول) و تجلّى للبصائر (بما أرانا من علامات التدبير المتقن) المحكم‌ (و) آيات‌ (القضاء المبرم) في الأنفس و الافاق في أصناف الموجودات و أنواع المصنوعات المبدعة على أحسن نظام و أتقن انتظام على ما عرفت تفصيلا و تحقيقا في شرح المختار التاسع و الأربعين.

و نزيد عليه ايضاحا و تاكيدا ما قاله الصادق 7 للمفضل بن عمر في حديثه المعروف: يا مفضّل أوّل العبر و الأدلّة على البارى جلّ قدسه تهيئة هذا العالم و تأليف أجزائه و نظمها على ما هى عليه، فانّك إذا تأمّلت العالم بفكرك و ميّزته بعقلك وجدته كالبيت المبنىّ المعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه عباده، فالسّماء مرفوعة كالسّقف و الأرض ممدودة كالبساط، و النجوم منضودة كالمصابيح، و الجواهر مخزونة كالذخائر، و كلّ شي‌ء فيها لشأنه معدّ، و الانسان كالمملك ذلك البيت و المخوّل جميع ما فيه، و ضروب النبات مهيّأة لماربه، و صنوف الحيوان مصروفة فى مصالحه و منافعه، ففي هذا دلالة واضحة على أنّ العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و ملايمة و أنّ الخالق له واحد، و هو الّذى ألفه و نظمه بعضا إلى بعض جلّ قدسه و تعالى جدّه و كرم وجهه و لا إله غيره، تعالى عمّا يقول الجاحدون و جلّ و عظم عما ينتحله الملحدون، هذا.

و لما ذكر اجمالا أنّه تعالى تجلّي للعقول بما أظهر من آيات القدرة و علامات التدّبر أراد أن يشير إلى بعض تلك الايات تفصيلا و هو خلق السماوات.

فقال‌ (فمن شواهد خلقه) أى آيات الابداع و علامات التدبّر المحكم أو ما يشهد من الخلق بوجوده سبحانه و تدبيره و علمه أو ما حضر من خلقه أى ظهر وجوده بحيث لا يمكن لاحد إنكاره من آيات تدبيره تعالى‌ (خلق السماوات) و تخصيصها من بين ساير الشواهد بالبيان لكونها من أعظم شواهد القدرة، و أظهر دلايل الرّبوبيّة، و أوضح علائم التدبير حيث خلقت‌ (موطدات) أى محكمات الخلقة مثبتات في محالها على وفق النظام و الحكمة (بلا عمد) ترونها و لا دسار ينتظمها (قائمات) في الجوّ (بلا سند) يكون عليه استنادها و به اعتمادها (دعاهنّ) سبحانه‌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست