responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 308

طَوْعاً أَوْ كَرْهاً (فأجبن طائعات) كما قال حكاية عنها و عن الأرض: قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ‌ حقيقت- استعاره [دعاهنّ فأجبن طائعات‌] و لفظ الدّعا و الاجابة في كلام الامام 7 إمّا محمولان على حقايقهما نظرا إلى أنّ للسّماوات أرواحا مدبّرة عاقلة كما هو قول بعض الحكماء و المتكلّمين أو نظرا إلى أنّه تعالى خاطبها و أقدرها على الجواب.

و إمّا محمولان على المجاز و الاستعارة تشبيها لتأثير قدرته تعالى فيها و تأثّرها عنها بأمر المطاع و إجابة المطيع الطائع كقوله: كُنْ فَيَكُونُ^، و هذا هو الأظهر و يؤيّده ما حكي عن ابن عباس في تفسير الاية المتقدّمة أعني قوله: أَتَيْنا طائِعِينَ‌، أنه قال أتت السماء بما فيها من الشمس و القمر و النجوم، و أتت الأرض بما فيها من الأنهار و الأشجار و الثمار، و ليس هناك أمر ما بقول حقيقة و لا جواب لذلك القول بل أخبر سبحانه عن اختراعه للسماوات و الأرض و إنشائه لهما من غير تعذّر و لا كلفة و لا مشقّة بمنزلة ما يقال افعل فيفعل من غير تلبّث و لا توقّف و لا تأنّ و هو كقوله: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌.

و من ذلك علم أنّ قوله: (مذعنات غير متلكّئات و لا مبطئات) أراد به انقيادهنّ من غير توقّف و لا إبطاء في الاصابة و خضوعهنّ في رقّ الامكان و الحاجة و اعترافهنّ بلسان الذّل و الافتقار بوجوب وجود مبدعها و عظمة سلطان مبدئها.

(و لولا) اعترافهنّ و (اقرارهنّ له بالربوبيّة) و القدرة و العظمة و لأنفسهنّ بالامكان و الذلّ و الحاجة (و اذعانهنّ بالطواعية) و الامتثال لبارئهنّ‌ (لما جعلهنّ موضعا لعرشه) قال الشارح البحراني إقرارهنّ بالرّبوبيّة راجع إلى شهادة لسان الحال الممكن بالحاجة إلى الرّب و الانقياد لحكم قدرته، و ظاهر أنه لو لا امكانها و انفعالها عن قدرته و تدبيره لم يكن فيها عرش و لم يكن أهلا لسكنى الملائكة و صعود الكلم الطيّب المشار اليه بقوله‌ (و لا مسكنا لملائكته) و لعلّ المراد بهم المقرّبون أو الأكثر لأنّ منهم من يسكن الهواء و الأرض و الماء (و لا مصعدا للكلم الطيّب) و هو شهادة أن لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه 6‌ (و العمل الصالح) الصادر (من خلقه) و هو

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست