responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 26

الكلام الأوّل لادم الّذي هو أصل البشر، و الثاني لذرّيته.

أقول: بل كلاهما لذرّيته كما عرفته في شرح الفصل السّابع من فصول الخطبة الثّانية و الثّمانين، و المراد بالقرار المكين‌ الرّحم متمكّنة في موضعها برباطاتها، لأنّها لو كانت متحرّكة لتعذّر العلوق أي وضعت في الرّحم منتهيا (إلى قدر معلوم و أجل مقسوم) قال الشّارح المعتزلي: أى مقدار معلوم طوله و شكله إلى أجل مقسوم مدّة حياته.

أقول: بل الظّاهر أنّ المراد بالأجل المقسوم‌ هو المدّة المضروبة لبقائه في الرّحم من سبعة أشهر أو تسعة و نحوهما، و بالقدر المعلوم هو صغر حجمه و كبره و مقدار قطره طولا و عرضا إذ كان جنينا في بطن أمّه، لا الحياة المقسوم له في الدّنيا و مقداره المعلوم فيها كما زعمه الشّارح لأنّه 7 لم ينتقل بعد إلى بيان نشائته الدّنياويّة كما يؤمى إليه قوله‌ (تمور في بطن أمّك جنينا) أى تضطرب و تتحرّك فيه‌ (لا تحير دعاء و لا تسمع نداء) أى لا تقدر على أن تردّ جوابا لدعوة من دعاك، و على محاورته كما لا تقدر على سماع ندائه.

(ثمّ اخرجت من مقرّك) أى القرار المكين‌ (إلى دار لم تشهدها) أى الدّار الّتي لم تكن شاهدتها قبل خروجك إليها (و لم تعرف سبل منافعها) ثمّ اهتديت إليها.

(فمن هداك لاجترار الغذاء من ثدى امّك) و لالتقام حلمة الثدي و امتصاصها (و عرّفك عند الحاجة مواضع طلبك و إرادتك) و معلوم أنّ الهادي للاجترار و المعرّف لمحالّ الطلب ليس إلّا اللّه سبحانه، فالغرض من الاستفهام التّنبيه على وجود الخالق الهادي إلى المطالب، و المرشد إلى المارب، و هذا القدر من العلم بالصّانع ضروريّ في النّفوس و إن احتاج إلى أدنى تنبيه و ما وراء ذلك بمعنى صفات الكمال و نعوت الجلال امور لا تطّلع عليها العقول البشريّة بالكنه.

و إليه أشار بقوله‌ (هيهات) أي بعد الوصول إلى كنه معرفة الخالق و الغور في تيّار بحار جلاله و كبريائه ف (انّ من يعجز عن) معرفة (صفات) نفسه في حال‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست