responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 25

فلو كان منتفعا بطاعة مخلوقاته لزم أن يكون مستكملا بغيره فاقدا للكمال بذاته.

و هو أيضا (علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين) لأنّه لا يتفاوت‌ علمه‌ بالنّسبة إلى الحاضرين الموجودين و الغائبين المعدومين كما يتفاوت في حقّنا و ذلك لأنّ علمنا بالأشياء من الأشياء كما أنا نعلم قبل وجود زيد أنّ زيدا معدوم، فاذا وجد نعلم أنّه موجود ثمّ إذا عدم بعد وجوده نعلم أنّه كان موجودا فقد تغيّر علمنا بتغيّر المعلوم و حصل التّفاوت بين الحالين و منشأ ذلك أنّ علمنا زماني لأنه مستفاد من الموجودات و أحوالها و أمّا اللّه الحىّ القيّوم فهو إنّما يعلم كلّ شي‌ء جزئيّ أو كليّ من ذاته و لا يجوز أن يكون يعلم الأشياء من الأشياء، و إلّا يلزم أن يستفيد علمه من غيره و يكون لو لا امور من خارج لم يكن عالما فيكون لغيره تأثير في ذاته، و الاصول الالهيّة تبطل ذلك مضافا إلى استلزامه التّغيّر في ذاته بتغيّر معلوماته.

(و) من ذلك علم أيضا أنّ‌ (علمه بما في السّماوات العلى كعلمه بما في الأرضين السّفلى) من دون تفاوت بينهما و أمّا غيره تعالى من أهل الأرض فعلمهم بما في الأرضين أقوى من علمهم بما في السّماوات، كما أنّ أهل السّماوات أعلم بها من أهل الأرض، و منشأ ذلك التّفاوت تفاوت الأمكنة كما أنّ منشأ التفاوت فيما سبق تفاوت الأزمنة قربا و بعدا.

و بالجملة لما كان نسبة ذات الباري إلى جميع أجزاء الزّمان و الزّمانيّات و جميع أصقاع المكان و المكانيّات على حدّ سواء، كان علمه بالنسبة إلى الجميع كذلك ثمّ خاطب الانسان بما فيه من بدايع الصّنع و عجايب الابداع ليتخلّص منه إلى عظمة المبدع سبحانه و كمال قدرته و جلاله فقال‌ (أيّها المخلوق السّوىّ) أى مستقيم القامة معتدل الخلقة (و المنشاء المرعى) المحفوظ (في ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار) العطف كالتفسير و المراد بها ما اشير إليه في قوله: «يخلقكم في بطون امّهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلث» أى ظلمة البطن و الرّحم و المشيمة أو الصّلب و الرّحم و البطن و الأوّل مرويّ عن أبي جعفر 7.

(بدئت من سلالة من طين و وضعت في قرار مكين) قال الشّارح المعتزلي‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست