responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 23

و بالجملة فالمقصود بذلك كلّه تمجيد اللّه باعتبار إحاطة علمه و عدم خفاء شي‌ء من هذه الامور عليه سبحانه‌ (في ليل داج) ظلماني‌ (و لا غسق ساج) ساكن كما يخفى فيهما على غيره تعالى، و ذلك لأنّ معرفة غيره تعالى بهذه الأشياء من العباد و إدراكه لها إنّما هو بواسطة آلات جسمانيّة كالباصرة[1] و السامعة و نحوها، و أقويها الباصرة، و الظلمة مانعة عن ادراكها البتّة، و أمّا اللّه الحيّ القيّوم فلا يتفاوت علمه بالنسبة إلى نهار و ليل، و شهادة و غيب بل يعلم السرّ و أخفى‌ وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَ لا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‌.

(يتفيّاء عليه القمر المنير) أى يتقلّب على الغسق‌ القمر المنير ذاهبا و جائيا في حالتي أخذه في الضّوء إلى التّبدّر و أخذه في النّقص إلى المحاق‌ (و تعقبه) أى القمر (الشمس ذات النّور) أى تعاقبه‌ (في الافول و الكرور) يعنى أنّها تطلع عند أفوله و يطلع عند افولها (و تقليب الأزمنة و الدّهور من إقبال ليل مقبل و إدبار نهار مدبر) أى أنّهما يتعاقبان و يجي‌ء أحدهما بعد الاخر و يقلّبان الأزمان و يجعلان اللّيل نهارا و النّهار ليلا.

ثمّ عاد إلى وصفه سبحانه أيضا بقوله‌ (قبل كلّ غاية و مدّة و كلّ إحصاء و عدّة) لأنّه سبحانه خالق الكلّ و موجده و مبدئه فوجب تقدّمه و قبليّته عليه جميعا (تعالى) و تقدّس‌ (عمّا ينحله) و يعطيه‌ (المحدّدون) الجاعلون له حدودا من المشبّهة و المجسّمة (من صفات الأقدار) أى المقادير (و نهايات الأقطار) طولا و عرضا و صغرا للحجم و كبرا (و تأثّل المساكن و تمكّن الأماكن) أى اكتساب‌


[1] ادراك الباصرة بالنسبة الى شخوص اللحظة و ازدلاف الربوة و انبساط الخطوة، و ادراك السامعة بالنسبة الى كرور اللفظة، و يمكن ادراك بعضها باللّامسة أيضا فى الجملة كما لا يخفى و اليه أشرنا بقولنا و نحوها، منه رحمه اللّه.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست