و منه يقال مكث هنيهة أى ساعة لطيفة، و
في لغة هي واو فيصغّر في المؤنّث على هنية و الهمز خطاء إذ لا وجه له و جمعها
هنوات و ربما جمعت على هنات مثل عدات هكذا في المصباح و ضبطه الفيروزآبادي بفتح
الهاء و هكذا فيما رأيته من نسخ النهج و (طوبى) وزان فعلى اسم من الطيب و الواو
منقلبة عن ياء و قيل اسم شجرة في الجنّة كما سنشير إليه في بيان معناه.
الاعراب
قوله: و
إيّاكم و تهزيع الأخلاق، انتصاب تهزيع على التحذير قال الشارح المعتزلي: و حقيقته
تقدير فعل و صورته جنّبوا أنفسكم تهزيع الأخلاق فايّاكم قائم مقام أنفسكم، و الواو
عوض عن الفعل المقدّر و قد جاء بغير واو في قول الشاعر:
إيّاك أن ترضى صحابة ناقص
فتنحط قدرا من علاك و تحقرا
قوله: عاما
أوّل بدون تنوين لأنّه غير منصرف للوصفيّة و وزن الفعل فانّ الصحيح أنّ أصله أوءل
على وزن أفعل مهموز الوسط فقلبت الهمزة الثّانية واوا و ادغمت.
قال الجوهريّ
و يدلّ على ذلك قولهم: هذا أوّل منك، و الجمع الأوائل و الاوالى أيضا على القلب،
قال الشهيد في تمهيد القواعد: و له استعمالان أحدهما أن يكون اسما فيكون مصروفا و
منه قولهم ماله أوّل و لا آخر، قال في الارتشاف: و في محفوظى أنّ هذا يؤنث بالتاء
و يصرف أيضا فيقال أولة و آخرة بالتنوين، و الثاني أن يكون صفة أى أفعل التفضيل
بمعنى الأسبق فيعطى حكم غيره من صيغ أفعل التفضيل كمنع الصرف و عدم تأنيثه بالتاء
و دخول من عليه.
المعنى
اعلم أنّه
7 لما ختم الفصل السّابق بالأمر بالاستقامة و النهى عن المروق و الخروج
عن جادّة الشريعة أردفه بالتحذير عن تهزيع الأخلاق الملازم للنّفاق