و لا له بطاعة شيء انتفاع، علمه
بالأموات الماضين، كعلمه بالأحياء الباقين، و علمه بما في السّموات العلى، كعلمه
بما في الأرضين السّفلى. منها أيّها المخلوق السّوىّ، و المنشاء المرعىّ في ظلمات
الأرحام، و مضاعفات الأستار، بدئت من سلالة من طين، و وضعت في قرار مكين، إلى قدر
معلوم، و أجل مقسوم، تمور في بطن أمّك جنينا، لا تحير دعاء، و لا تسمع نداء ثمّ
أخرجت من مقرّك إلى دار لم تشهدها و لم تعرف سبل منافعها، فمن هداك لاجترار الغذاء
من ثدي أمّك، و عرّفك عند الحاجة مواضع طلبك و إرادتك، هيهات إنّ من يعجز عن صفات
ذي الهيئة و الأدوات، فهو من صفات خالقه أعجز، و من تناوله بحدود المخلوقين أبعد.
اللغة
(المهاد)
بالكسر الفراش و الجمع مهد ككتاب و كتب و (سال) الماء سيلا و سيلانا إذا طغا و جرى
و أسلته اسالة أجريته و (الوهاد) جمع وهدة و هي الأرض المنخفضة و (النجد) الأرض
المرتفعة و الجمع أنجاد و نجاد و نجود و (شخص) الرّجل بصره إذا فتح عينيه لا يطرف
و (ازدلف) و تزلف أى تقدّم و اقترب و المزدلفة موضع بين عرفات و منى سمّى بها
لأنّه يتقرّب فيها إلى اللّه أو لاقتراب الناس إلى منى بعد الافاضة أو لمجيء النّاس
إليها في زلف من اللّيل.
و (الرّبوة)
بضمّ الرّاء و كسرها و الفتح لغة بنى تميم المكان المرتفع