قوله: حنّ باكيا رفع صوته بالبكاء و قال:
قال قوم الخنين بالخاء المعجمة من الأنف و الحنين من الصّدر، و هو صوت يخرج من كلّ
واحد منهما و (زوى) الشيء زيّا و زويّا جمعه و قبضه.
الاعراب
الضمير في
قوله زوى عنه راجع إلى أحدكم و في بعض النسخ بدله عنها فيرجع إلى الامّة و الأوّل
أظهر، و إضافة قائمة إلى دينكم لاميّة و تحتمل أن تكون بيانيّة كما نشير اليه في
شرح معناه.
المعنى
اعلم أنّ
مدار هذه الخطبة الشريفة على فصول:
الفصل
الاول في نبذ من ممادح الرّسول6
و هو (أمين
وحيه) أى مأمون على ما اوحى إليه من الكتاب الكريم و شرايع الدّين القويم
من التحريف و التبديل فيما امر بتبليغه لمكان العصمة الموجودة فيه صلوات اللّه و
سلامه عليه و آله (و خاتم رسله) أى آخرهم ليس بعده رسول كما قال سبحانه: ما كانَ
مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ
النَّبِيِّينَ قال في الصّافي: آخرهم الذي ختمهم أو ختموا به على اختلاف
القرائتين.
و في مجمع
البحرين: و محمّد خاتم النّبيّين يجوز فيه فتح التاء و كسرها فالفتح بمعنى الزينة
مأخوذ من الخاتم الذي هو زينة للابسه و بالكسر اسم فاعل بمعنى الاخر (و بشير
رحمته و نذير نقمته) أى مبشّر برحمته الواسعة، و الثواب الجزيل و مخوّف من
عقوبته الدّائمة و العذاب الوبيل كما قال عزّ من قائل: