و هى المأة و
الثانية و السبعون من المختار في باب الخطب أمين وحيه، و خاتم
رسله، و بشير رحمته، و نذير نقمته، أيّها النّاس إنّ أحقّ النّاس بهذا الأمر
أقوايهم عليه و أعلمهم بأمر اللّه فيه فإن شغب شاغب أستعتب و إن أبى قوتل و لعمري
لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّى تحضرها عامّة النّاس ما إلى ذلك سبيل و لكن أهلها
يحكمون على من غاب عنها ثمّ ليس للشاهد أن يرجع و لا للغائب أن يختار. ألا و إنّي
أقاتل رجلين: رجلا ادّعى ما ليس له و آخر منع الّذي عليه. أوصيكم عباد اللّه بتقوى
اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به، و خير عواقب الأمور عند اللّه، و قد فتح باب
الحرب بينكم و بين أهل القبلة و لا يحمل هذا العلم إلّا أهل البصر و الصّبر، و
العلم بمواقع الحقّ، فامضوا لما تؤمرون به، و قفوا عند ما تنهون عنه، و لا تعجلوا
في أمر حتّى تتبيّنوا فإنّ لنا مع كلّ أمر تنكرونه غيرا. ألا و إنّ هذه الدّنيا
الّتي أصبحتم تتمنّونها و ترغبون فيها و أصبحت تغضبكم و ترضيكم، ليست بداركم و لا
منزلكم الّذي خلقتم له، و لا