خير النّاس رجل ممسك بعنان فرسه كلّما
سمع هيعة[1] طار إليها، أو رجل في شعفة[2]
في غنيمة و يعبد اللّه حتّى يأتيه الموت.
فقد استعار
الطيران للعدو و الجامع بينهما و هو قطع المسافة بسرعة داخل في مفهومهما و إن كان
في الطيران أقوى منه في العدو، و إمّا غير داخل كما في استعارة الأسد للرّجل
الشّجاع.
التقسيم
الخامس
أنّها
باعتبار الجامع إمّا عاميّة و هي المبتذلة، لظهور الجامع فيها نحو رأيت أسدا يرمي،
أو خاصيّة و هي الغريبة التي لا يظفر بها إلّا من ارتفع عن طبقة العامة، و
الاستعارات الواردة في التّنزيل و في كلام أمير المؤمنين 7 كلها أو جلها
من هذا القبيل، ثم الغرابة قد تكون في نفس الشّبه بأن يكون تشبيها فيه نوع غرابة،
كقول يزيد بن مسلمة في وصف الفرس بأنّه مؤدّب، و أنّه اذا نزل عنه و القي عنانه في
قربوس سرجه وقف مكانه إلى أن يعود إليه.
شبّه هيئة
وقوع العنان في موقعه من قربوس السّرج بهيئة وقوع الثّوب في موقعه من ركبتي
المحتبي، فاستعار الاحتباء و هو أن يجمع الرّجل ظهره و ساقيه بثوب أو غيره لوقوع
العنان في موقعه فجاءت الاستعارة غريبة لغرابة الشّبه، و قد تحصل الغرابة بتصرف في
الاستعارة العاميّة كما في قوله: